بالأسماء ..فنانات على بلاط المخابرات ..!!!
حكاية فيلم (عماشة فى الادغال )الذى تم تصويره فى جنوب أفريقيا لتفجير
الحفار الاسرائيلى هناك
مفاجأة :عبد الناصر كان على دراية كاملة بنشاط فريق السيطرة
الزعيم الراحل تدخل ونهر صلاح نصر بعد مهزلة تجنيد فاتن حمامة وطلب من سعد الدين وهبة إعادتها لمصر ورد اعتباره
لماذا لم يحاول موافى ورجاله تجنيد نيللى وميمى جمال ومن قبلهما هند رستم
كاتب كبير :السندريللا تم تجنيدها لان الأكواب الفارغة كانت تتصارع على شفتيها عندما تطلب كوبا من الماء
الوسط الفني يصعب فيه الشرف وتسهل فيه الرذيلة ..هكذا قال الفنان الكبير محمد صبحي عندما سئل عن أسباب عدم ظهوره في كثير من السهرات الفنية وهكذا يعتقد الكثير من البشر الذين ينظرون إلى حياة الفنان على أنها خمر ونساء وليل طويل ونهار خارج القواميس .
ورغم أن هذا الاعتقاد يمت للواقع بصلة لان هناك الكثير من أهل الفن ينطبق عليهم هذا الحال إلا انه يوجد فى المقابل من أهل الفن من عاش بمنأى عن هذا العالم وفضل اعتزال عالم السهرات والاجتماعيات ومنهم محمد صبحي نفسه وكثير ممن ساروا على نهجه وممن سبقه .
أيضا توجد شخصيات فنية من العيار الثقيل تم الدفع بهم إلى عالم الليل بل وتم تشويه صورتهم وتجاوز الأمر ذلك إلى تعرض بعضهم لضغوط وصلت إلى حد الاغتيال وأعمال التصفية الجسدية .
(الموجز)تكشف فى هذا الملف القصة الكاملة لنجمات الفن اللاتى وقعن فى فخ الاستخبارات الأجنبية أو خدمن فى بلاط المخابرات المصرية سواء برغبتهن أو تم إخضاعهن لأعمال السيطرة وهو ما انفردنا به فى أعداد سابقة
أما نبش قبور الحقيقة حول تجنيد الفنانات والغرض منه وأي أسرار حصلوا عليها؟ وهل كان اشتراك الراحلة سعاد حسني في أعمال استخباراتية وحملها رتبة وراء نهايتها الغامضة من شرفات لندن عاصمة الضباب؟ ومن المستفيد من قتلها بهذه الصورة وهل كانت لديها أسرار على مستوى من الخطورة تجعلها على قائمة المطلوب تصفيتهم. ومن يصدق هذا وعمليا المعروف أن مصر لا تستعمل تلك الأساليب القذرة في التصفية التي يستعملها الموساد الاسرائيلي وبعض الأجهزة الاستخباراتية الأخرى . ولماذا صبر عليها أي جهاز حتى أصبحت مريضة بمرض النهاية تنتظر الموت في أي لحظة فكل هذه التساؤلات اجبنا عنها وقمنا بفك طلاسمها فى أعداد سابقة .
ولان السندريلا سعاد حسنى هى الأبرز فى هذا الملف فسوف نبدأ برصد بعض ما كشفه مقربون من الأحداث وقتها بعيدا عما تداولته وسائل الإعلام طوال السنوات الماضية.
حيث أكد احد المصادر المقربة من صلاح نصر رئيس المخابرات وقتها ان الزعيم الراحل جمال عبد الناصر كان على علم كامل بفريق السيطرة وانه كان يتدخل وقت اللزوم لكبح جماح صلاح نصر وضمان عدم التوسع فى هذه العمليات وان سعاد حسني تم تجنيدها في جهاز المخابرات بالفعل وكان نصر يرى أنها عميلة مخابرات خايبة وأنها لم تكن تؤدي المهام التي أوكلت إليها بكفاءة لأنها كانت تهتم بحياتها الشخصية ورغباتها أكثر من المهام الموكلة إليها وانها لم تقدم اى خدمات للجهاز وانسحبت بسرعة بعد عدة إخفاقات .
وهذه المعلومات تقودنا الى علامات استفهام جديدة و تفتح الباب للكثير من التساؤلات حول طبيعة العمل الذي كانت تقوم به السندريللا الراحلة وسر الاستعانة بها وغيرها في تلك الفترة الحساسة والخطيرة من تاريخ الأمة العربية «حقبة الستينيات» فهل تم تجنيدها مثلا للقيام بمهام وطنية أي إحضار معلومات عن المخططات الإسرائيلية عن طريق قادتهم كما ذهب البعض أم تم تجنيدها بهدف الدفع بها في طريق بعض القادة والمسئولين المصريين والعرب ممن كانت تدور شكوك حول وطنيتهم بهدف التعرف على حقيقة مواقفهم كما ذهب آخرون؟.
لكن الحقيقة المسلم بها حتى الآن إن أغلب النجمات تعرضن في عهد صلاح نصر رئيس جهاز المخابرات الأشهر لمحاولات الاستقطاب أو التجنيد لكي يصبحن بمثابة العيون على بعضهم البعض خصوصا في السهرات الفنية الخاصة حيث لا توجد تحفظات وما في القلب يبوح به اللسان ومن هنا مورست ضغوط عنيفة على سعاد حسني وقت أن كانت ملكة متوجة على عرش السينما للدرجة التى قال عنها الكاتب والشاعر كامل الشناوي: إن الأكواب الفارغة تتصارع على شفتيها عندما كانت تطلب كوبا من الماء. إلا أنها ورغم كل هذه الضغوط لم تدل بأي معلومات عن أصدقائها وتظاهرت بالفشل لإنهاء هذا الفصل السخيف من حياتها .
لكن السندريللا لم تستطع أن تهرب من ذيول هذه الحقبة وطاردتها العديد من المعلومات التى مازالت حتى الآن تشغل الرأى العام الغريب في الأمر أن أحمد الهوان الشهير بجمعة الشوان الذي جنده جهاز المخابرات لإحضار معلومات مهمة وخطيرة من قلب إسرائيل وحقق نجاحا دفع المسئولين لتقديم مسلسل شهير عنه بعنوان «دموع في عيون وقحة» جسد شخصيته فيه عادل إمام وحقق نجاحا في مطلع الثمانينيات..اطل علينا منذ سنوات قليلة ليكشف لنا مفاجأة من العيار الثقيل بأنه تزوج من السندريللا الراحلة «عرفياً» وعاشا معا ثمانية أشهر كاملة في شقة مفروشة بشارع قصر النيل ولم تغضب أبدا من كثرة سفرياته الوطنية والمفاجأة الأكبر ان السندريللا كانت على علم تام بكل المهام التى اسندت اليه .
وهذا معناه ان سعاد كانت تعرف طبيعة مهمته السرية وأيضا هو كان يعرف طبيعة عملها بجهاز المخابرات أي فنانة لها رتبة في الجهاز وبطل يعمل لحساب نفس الجهاز؟ فهل يكفي هذا لحل لغز التعارف والزواج بينهما؟
والغريب فى الأمر أن اغلب النجمات تعرضن في عهد صلاح نصر لمحاولات الاستقطاب او التجنيد باستثناء فنانة واحدة الأكثر اغراءا وهي هند رستم التي أشارت وبوضوح إلى أنه لم يسع أحد لاستقطابها أو الضغط عليها ويتشابه كلامها هذا مع ما قالته فنانات أخريات مثل نيللي التي كانت في أوج جمالها وشبابها في حقبة الستينيات إلا أنها كما قالت لم تتعرض لأي ضغوط من أي نوع وكذلك النجمة الجميلة ميمى جمال ومن قبلهم نجمة الإغراء الأولى هند رستم ورغم شدة جمالهن جميعا إلا أنهن افلتن من فخ التجنيد فى عهد صلاح نصر وتلاميذه لان الثلاثة إبتعدن عن السهرات الخاصة ولا يمتلكن مقومات الاختراق .
وهذا بخلاف ما حدث مع سيدة الشاشة فاتن حمامة التي حاولوا معها تماما كما قال زوجها الأسبق الفنان العالمي عمر الشريف في أكثر من حوار ما دفعها للهروب لبيروت وأعادها جمال عبد الناصر بنفسه عن طريق الكاتب الراحل سعد الدين وهبة رئيس اتحاد الفنانين العرب وهذه رواية أخرى تؤكد ان الزعيم الراحل كان على علم كامل بعمليات صلاح نصر بل ودار حوار نقله لنا احد المقربين من الراحل سعد الدين وهبة أن الأخير نال قسطا من غضب صلاح نصر بعد نجاحه فى إقناع سيدة الشاشة العربية بالعودة لمصر وتوبيخ ناصر لرئيس جهاز مخابراته بسبب هذه الواقعة .
وعندما عرضنا هذه المعلومات على احد الأشخاص المقربين من صلاح نصر وحكى له الأخير قبل وفاته عن بعض أسرار هذه الحقبة قال لنا أن نصر أمر بتأسيس فريق السيطرة لتجنيد عدد من الفنانات قبل أن تسبقهم أجهزة المخابرات الأخرى التي كانت تسابق الزمن في السيطرة على الفنانات المصريات والعرب والحصول على أسرار الدولة منهن باعتبار أن عدد كبير منهن قريب من الساسة وضيوفا دائمين على موائدهم وقد برهن لنا ببعض الأسماء اللمعة فى حقبة سابقة.
ومن ابرز هذه الأسماء راشيل ابراهيم المعروفة براقية ابراهيم وهذه الفنانة بدأت حياتها الفنية مع محمد عبد الوهاب والمخرج محمد كريم في فيلم "رصاصة في القلب" مع بداية الأربعينيات وأعلنت إسلامها وتزوجت المهندس المصري
المسلم "مصطفى والى" ثم انفصلت عنه وهاجرت إلى أمريكا بدون أسباب واضحة ثم عادت وتزوجت هناك من يهودي، وعملت في سكرتارية الأمم المتحدة إلى أن تقاعدت وافتتحت محلا للحلوى الشرقية، ولكن في السنوات العشر الأخيرة لا احد يعلم عنها شيئا.
ومن هذه الأسماء المطربة السورية أسمهان أو آمال فهد الأطرش، شقيقة المطرب فريد الأطرش ، فرغم حياتها القصيرة ـ حيث ماتت في سن الـ23 ـ إلا أن مشوارها كان مليئا بالأحداث المثيرة•• يؤكد المقربون منها أنها لم تكن تحب الفن بقدر عشقها لكونها أميرة•• وربما هذا ما استهواها في اللعب مع الكبار خلف كواليس السياسة•• لكنها لم تكن تتقن أصول اللعبة•• فدفعت حياتها ثمنا لحفنة جنيهات استرلينية•• وكان من أبرز أدوارها السياسية ما قامت به أثناء الحرب العالمية الثانية لتحقيق استقلال بلادها•• وتعرضت لموت محقق عشرات المرات•• وقيل إنها كانت ضابطة في المخابرات البريطانية•• وقد قام قائد المخابرات بتجنيدها، حيث طلب منها السفر الى الدروز بصفتها زوجة الأمير حسن الأطرش وزير دفاع سوريا للتحدث في أمور تتعلق بعدم اعتداء الدروز على الجيش البريطاني أثناء دخوله البلاد•• خوفا من اجتياح جيوش المحور للبلاد •
برعت أسمهان في تقديم المعلومات للاستخبارات•• حتى حكم عليها بالإعدام من قبل الألمان لما ألحقته بهم من أضرار•• فانتقلت للعمل في فلسطين وكان يرافقها بصفة دائمة ضابط بريطاني•• وحينما أصبح الألمان على أبواب مصر خشيت بريطانيا وقوعها في الأسر، فقرروا التخلص منها خشية أن تفضح ما سمعته وشاهدته•• فماتت أسمهان غرقا !
أما كاميليا أو ليليان ليفي كوهين•• غريمة أسمهان في عشق أحمد سالم•• كانت فنانة وراقصة استعراضية تنبّأ لها الجميع بمستقبل زاهر مع النجومية•• وفي الوقت نفسه اتهمت بالتجسس لصالح اسرائيل، والحكاية تقول إن الملك فاروق ـ آخر ملوك مصر قبل الثورة ـ أعجب بها أثناء مرافقتها لأحمد سالم في إحدى الحفلات الخيرية، وأصبحت محظية له وذلك عام 1946 ، مما جعل الوكالة اليهودية تنتبه لكاميليا وعلاقتها بفاروق•• فحاولت تجنيدها !!
وقد وصفها البعض فى ذلك الحين بانها استطاعت اختراق القصر وبأنها عميلة من الدرجة الممتازة للمخابرات الإسرائيلية، ولم يكن ارتباطها بالموساد عاطفيا ولكن باعتبارها يهودية، وقد لعبت دورا خطيرا منذ عام 1948 حتى 1950 ، ولو امتد بها العمر لهاجرت الى إسرائيل•• كانت كاميليا تعبد المال وتصلّي للذهب•• واستطاعت خلال خمس سنوات أن تجمع ثروة هائلة خلفتها وراءها•• وكانت في آخر أيامها تعاني من مرض السل بسبب إفراطها في تناول الخمور والتدخين•• ماتت عام 1950 محترقة داخل طائرة•• وقد تناولت السينما حياتها من خلال فيلم حافية على جسر الذهب.
استغلت كاميليا علاقتها بالملك•• وكانت تمد اسرائيل بالأسرار التي كان يبوح بها فاروق •• وحينما اتهمتها الصحافة بالتجسس لصالح اسرائيل، أعلنت أنها لم تسافر لإسرائيل أو القدس•• وقامت بجمع تبرعات للجيش المصري المحارب في فلسطين•• ولم يكن اتهامها آنذاك مبنيا على دليل مادي وإنما على أساس تصورات عامة•• منها كونها يهودية، وبراعتها في الاتصال بكبار الشخصيات، والتصاقها بالملك، وكذلك ثراؤها الفاحش وكل هذه العوامل كانت كفيلة بالصاق التهم ومحاصرتها بالتخوين .
ولم تكن كاميليا الاخيرة فى هذا الملف ففي عام 1952 اتهمت المطربة الشهيرة ليلى مراد بالتجسس لصالح الموساد واستغلال علاقتها بالملك لإمداد المخابرات الاسرائيلية بالمعلومات، وذلك بعد نشر خبر تسرّب الى الصحافة مفاده أن ليلى مراد زارت اسرائيل وجمعت تبرعات تقدر بـ( 50 ألف جنيه) لتمويل الجيش الصهيوني، وشجع على انتشار الخبر أنها يهودية الأصل•• وأحدث الخبر ردود فعل غاضبة منعت على إثرها أغاني ليلى مراد وأفلامها في سوريا، مما جعلها تقدم على إنتاج فيلم (الحياة حب) الذي تدور أحداثه حول ارتباطها وتعاطفها مع الجيش المصري لتحرير فلسطين•• وكان الفيلم ضعيف المستوى ولم يضف لتاريخها شيئا•• ونتيجة الحملة الشعواء ضدها تركت ليلى الأضواء عام 1955 ، وأكدت وسائل الإعلام ساعتها أن دوائر الأمن السوري وراء تلك الشائعة لمنع أفلامها في سوريا•• وقد وصل تأثير الشائعات لدرجة أن الأجهزة فى مصر عزمت على اعتقالها ومصادرة أموالها•• وبعد تحريات قام بها مجلس قيادة الثورة تأكدت براءتها•• وتوسط جمال عبد الناصر لدى سوريا عام 1958 لرفع الحظر عن أغانيها وأفلامها •
ويذكر أن ليلى مراد عقب سماعها الخبر أغمي عليها وقالت: الله يجازيك يا أنور ـ تقصد أنور وجدي ـ، وعقدت ليلى مراد مؤتمرا صحفيا نفت فيه جمع تبرعات لاسرائيل•• وبعد 74 عاما استطاع أحد الباحثين تجميع أدلة براءتها•• وهناك رسالة من أنور وجدي قال فيه إنه لم يطلق ليلى مراد بسبب خلاف ديني لأنها أشهرت إسلامها، أو بسبب خلاف سياسي أو ميول وطنية•• بل كان الطلاق لأسباب عاطفية•• وكانت الشبهات تدور حول تورط أنور وجدي في هذه الشائعة انتقاما منها بعد طلاقها منه .
أما بديعة مصباني فهى أول ممثلة وراقصة عربية ـ قد رحلت من لبنان الى مصر في مطلع القرن العشرين لتضع الكازينو الخاص بها وجميع العاملين به تحت تصرف القوات البريطانية طوال مدة الحرب العالمية الثانية• ومن الطريف أيضا، أن كازينو بديعة قدم ثلاث راقصات أصبح لهن ارتباطات سياسية بشكل أو بآخر.
أولهن حكمت فهمي التي قامت قبل نشوب الحرب العالمية برحلة لإيطاليا وألمانيا والمجر•• ورقصت أمام هتلر وموسوليني•• وتعرفت على شاب ألماني أمّه مصريه، يدعى حسين جعفر وكان جاسوسا لألمانيا، فتعرف بدوره على أنور السادات والفريق عزيز المصري وعرفت عوامة حكمت فهمي اجتماعات هؤلاء الذين كانوا يرغبون في الاتصال بالألمان من أجل طرد الانجليز من مصر•• إلا أنهم وقعوا في يد المخابرات البريطانية، فصدر حكم ضد الراقصة حكمت فهمي بالسجن لمدة 30 شهرا•• وطرد السادات من الخدمة العسكرية •
أما الراقصة الثانية فهي سامية جمال، واسمها الحقيقي زينب خليل•• وضعها الإيطالي أنطوان بوللي في طريق الملك فاروق•• فبدأت ترقص له•• وقد ذكر مصطفى أمين في كتابه ليالي فاروق بعنوان ملكة لليلة واحدة أن سامية جمال أمضت ليلة في غرفة الملك واستيقظت فلم تجده•• فقد اختفى دون أن يودعها•• بعد أن أمضى الساعات وهو راكع تحت قدميها يبثها غرامه•• فبحثت عنه في كل مكان قد تجده فيه ولكنه كان يتجاهلها•• وبسبب حبها لفاروق أنهت علاقتها بفريد الأطرش•• وهي الأخرى اتهمت بزيارة اسرائيل، فمثلت فيلمها عن فلسطين لدرء هذه التهمة •
الراقصة الثالثة التي تخرجت من كازينو بديعة هي تحية كاريوكا •• فلم تكن مجرد راقصة ولكنها شخصية معتزة بنفسها متفرّدة بتصرفاتها•• ولها باع طويل في المعترك السياسي•• فوالدها قضى بعض الوقت في المعتقلات، وعمّها قتل على يد الانجليز•• وفي الأربعينيات والخمسينيات كانت شديدة القرب من الحزب الشيوعي، وإن كانت قد نفت انضمامها لأي حزب •
دخلت كاريوكا السجن في مطلع الثورة بتهمة التآمر على قلب نظام الحكم عام 1954 ، حينما كانت متزوجة من الضابط مصطفى صدقي فقد تم وضعه تحت المراقبة وعندما هاجم البوليس الحربي منزل الزوجية، عثروا على منشورات معادية للثورة•• فألقي القبض على الزوجين، وخرجت كاريوكا من السجن بعد ثلاثة أشهر.
في منتصف الستينيات انطلقت أقاويل تؤكد علاقة وزير الدفاع المشير عبد الحكيم عامر بالمطربة الجزائرية وردة•• وقيل إن المشير يعيش معها قصة حب•• قيل أيضا إن مثل هذه العلاقات لا يطلق عليها وصف الحب إلا من باب التأدب مع القادة والشخصيات العامة الكبيرة•• و قيل إن جمال عبد الناصر اختلف مع المشير حول هذه العلاقة، بل وخيّره بين أن يعزله، أو يطرد وردة من مصر•• وحينما أصدرت القيادة السياسية المصرية قرارا يتعلق بمستقبل وردة الفني في مصر•• كثرت الحكايات وتأكدت الأقاويل، وتأزم موقف وردة التي لم تكن تتوقع تدخل القيادة السياسية بهذا الشكل المثير•• وكانت البداية حينما اقتربت سيارة المشير من امرأة شابة تقف أمام سيارتها المعطلة وكان ذلك في دمشق•• فأمر ضباطه بإصلاحها•• وعندما سأل عنها، أبلغوه بأنها مطربة جزائرية تقوم بإحياء حفلات في دمشق وبيروت•• وبعد أسابيع من اللقاء استقرت وردة بالقاهرة، واستغلت شائعة ارتباطها بالمشير واستثمرتها جيدا•• فانهالت عليها العروض السينمائية والحفلات العامة•• ولم يستمر الحال طويلا، حيث أمر عبد الناصر بطردها من مصر، في حين نشرت الصحف، تقول إنها غادرت القاهرة في جولة فنية طويلة، لم تنته إلا بموت عبد الناصر •
من الأسماء اللامعة، والتي قامت المخابرات المصرية بتجنيدها لصالحها، المطرب سمير الاسكندراني •• فأثناء وجوده في باريس حاول الموساد تجنيده وإغراءه بالمال•• فأبلغ المخابرات المصرية التي جنّدته كعميل مزدوج، فحصل على معلومات خطيرة، وكان على اتصال برأفت الهجان داخل إسرائيل •وقدم الاثنان أروع الملاحم الوطنية واستطاعوا أن يلقنوا المخابرات الإسرائيلية دروسا لا تنسى ووجهوا لها صفعات مؤثرة سوف نفسح لها المجال فى حلقات قادمة .
كذلك وظفت المخابرات المصرية الفن لصالحها، وقامت بتهريب بعض المعدات المهمة داخل أجهزة التصوير ومتعلقات العاملين بفيلم عماشة في الأدغال •• والفيلم برمته كان من تدبير المخابرات، واستطاعت من خلاله تنفيذ عملية تفجير الحفار الإسرائيلي في شواطئ غرب إفريقيا، وعندما عرض الفيلم داخل دور العرض•• استهجنه الناس فقد كان شيئا جديدا أن يتم تصوير فيلم مصري بالكامل داخل الأدغال الإفريقية •
أما الفنان اليهودي الأصل "ديفيد حاييم ليفي" الشهير بـ "داود حسنى" وهو ذلك الملحن المشهور وعمل مع فرقة بديعة مصابنى و الذي أشيع أن له علاقة بالموساد، فهل كان الموساد وقتها موجودا؛ وهو المولود 1870 وتوفى عن عمر ناهز 37 عاما، ولم يكن له أي نشاط سياسي في حياته، ولكن إسرائيل استطاعت أن تحصل على تراثه وألحانه، واعتبرته جزءا من تراثها الفني، والمعروف أن ابن داود حسنى المسمى "بديع هاجر"ذهب بالفعل إلى إسرائيل وعمل هناك مذيعا في الإذاعة لإسرائيلية .