الموجز
الخميس 21 نوفمبر 2024 10:49 صـ 20 جمادى أول 1446 هـ
أهم الأخبار

ياسر بركات يكتب عن:عفواً.. لن نسمح للفاسدين باختراق راديو 9090

هل أروج «الشائعات»؟!
ضحكت كما لم أضحك من قبل، عندما قرأت هذا العنوان/السؤال:
هل يروج ياسر بركات «الشائعات»؟!
واندهشت جداً، لأنه جاء من موقع «أحترمه» وأقدر الدور الذى لعبه ولا يزال يلعبه: موقع «مبتدا»!!
وزاد من دهشتى أن سبب الطرح، هو محاولتى لفت نظرهم إلى «فخ» وقعوا فيه بنية حسنة، وحاولت تحذيرهم من محاولة استخدامهم لغسيل سمعة صحيفة طالتها اتهامات أو شبهات طوال الأسابيع الماضية، لاقترانها باسم طرف رئيسى فى قضية الفساد الأشهر، قضية فساد وزارة الزراعة، المحبوس على ذمتها الوزير ورجل أعمال، ومن كانت تصفه الجريدة نفسها بـ«الكاتب الصحفى» و«الإعلامى الكبير»، بل ومنحته صفة «مدير تحرير»، وتلك كانت أبرز الأدوات التى استخدمها فى الفساد والإفساد!
سأل موقع مبتدا: ما الذى يضير أى إعلامى من مبادرة، قرر الراديو 9090 إطلاقها للرد على الشائعات التى أصبحت الوسيلة الأولى لأعداء البلد فى سعيهم الدائم لهز استقرارها، عبر إفساد العلاقة بين المواطن وبين أجهزة الدولة؟
وأجيب بمنتهى البساطة، أن المبادرة فى ذاتها تستحق التحية والتشجيع، وأننى تحفظت فيما كتبته العدد الماضى فقط، على اقترانها بكيان كان هو الأداة الأبرز التى تم استغلالها فى إطلاق الشائعات طوال أسابيع، ولا أقول طوال سنوات!!
ويكفى أن الشائعات التى طالت رئيس الوزراء المكلّف، الذى أصبح فعلياً هو رئيس الوزراء، بأدائه اليمين الدستورية وقت كتابة هذه السطور، كان سببها ما نشرته تلك الجريدة من صور وأخبار، بالإضافة إلى ندوة أقامها «محمد فودة» ومقال، زادت فيه جرعة النفاق والتملق، إلى الدرجة التى اعتبرها البعض دليلاً، على وجود شبهات حول الرجل نفسه، وجعلته يصدر بياناً يوضح فيه موقفه، الواضح أساساً، وينفى فيه وجود أى علاقة شخصية من قريب أو من بعيد بـ«المذكور»، ويوضح أنه قام بتقديم نفسه للوزارة على أنه إعلامى وكاتب مقال صحفى، وتم التعامل معه على هذا الأساس.. وأنه قام بتنسيق ندوة له فى مقر جريدة «اليوم السابع»، ونوّه إلى أن الصور التى ظهر فيها تم التقاطها خلال لقاء صحفى، بمقر الوزارة، وخلال الندوة كما هو معتاد مع أى تعامل مع الصحفيين لا أكثر ولا أقل ولا تمثل أى دليل على وجود علاقة شخصية.
مربط الفرس (أو الحمار) هنا، هى صحيفة «اليوم السابع».. فهى الأداة التى استخدمها «اللومانجى» محمد فودة فى النفاذ إلى المهندس شريف إسماعيل، والنفاذ أيضاً إلى غيره تخليصاً لمصالحه ومصالح الأطراف التى كانت تستخدمه.. ولسنا فى حاجة لإعادة التذكير بالمقالات التى كال فيها «اللومانجى» وصلات النفاق للعديد من الوزراء، وبينهم وزير الزراعة المحبوس على ذمة قضية فساد.
والوضع كذلك..
هل أُلام، على لفت نظر إذاعة لعبت (ولا تزال) دوراً وطنياً من مخاطر وشبهات ارتباط اسمها فى هذا التوقيت بكيان أعطى لفاسد المشروعية لممارسة فساده؟!
ولعلك ـ عزيزى القارئ ـ لاحظت أننى أتناول فقط، واقعة محددة، دون أى إشارة إلى الدور الذى لعبته «اليوم السابع»، موقعا وجريدة، منذ ظهورها وإلى الآن، والتى لا أبالغ لو قلت إن هذا الدور يؤهلها وعن جدارة لنيل صفة «أكبر منصة إطلاق شائعات» فى مصر والعالم العربى، وهو ما يستحق أن نتناوله بشكل تفصيلى، لكن لا يتسع المجال لذلك الآن. ومؤقتاً، يكفى التذكير بأن عدداً من مديرى تحرير الجريدة ومن كانوا فى مواقع بارزة فيها، ثبت أنهم إرهابيون، ومنهم من تم سجنهم فى قضايا تمس الأمن القومى للبلاد.. وهناك من ينتظرهم المصير نفسه!
فهل نتجاوز لو تعجبنا وضربنا كفاً بكف، حين نقرأ أو نسمع أن هذا الكيان أو من يرأسه، يصلح شريكاً فى «مبادرة للرد على الشائعات التى تُروّج للنيل من مؤسسات الدولة»؟!
فما بالك لو كان هو من اقترح فكرة المبادرة؟!
وما بالك لو وجدته يزعم أن هدفها هو «الرد على الشائعات الجوهرية التى تحاك ضد الدولة المصرية».. وأنه سيقيم من أجلها صالوناً شهرياً «للرد على الشائعات التى تضرب فى عمق الدولة المصرية»، ولا مانع هنا لو تخيلت أن «اللومانجى» محمد فودة، كان سيتولى إدارة مثل هذا الصالون لو لم يسقط فى قضية الفساد.. وإن كنا نشك أن مثل هذه المبادرة، كانت ستخطر فى بال رئيس تحرير «اليوم السابع»، لو لم يسقط «اللومانجى»!
وأتخيل رد فعلك -عزيزى القارئ- وأن تقرأ على لسان رئيس تحرير «اليوم السابع»، أنه «فى الوقت الذى تحارب فيه مصر الفساد يستثمر أعداء الدولة المصرية هذه الحرب ضد الحكومة المصرية ويتهمونها بالفساد، على الرغم من الموقف التاريخى للرئيس عبدالفتاح السيسى فى محاربة الفساد، والذى كان من أبرزه إقالة وزير الزراعة ثم مساءلته».
ولك أن تبدى دهشتك، حين تراه يتجاهل أن «صديقه» الذى كان يلازمه كظله طرف أساسى فى قضية الفساد التى يتحدث عنها أو يضرب المثل بها.. وأنه هو من أعطاه الأدوات التى استخدمها فى ارتكاب جريمته أو جرائمه!
هذه هى المبادرة وتفاصيلها، وهى كما سبق الهدف منها القيام بالدور المفترض للإعلام فى حماية الدولة عبر التصدى لكل ما من شأنه تزييف وعى المواطن.. فهل يوجد مواطن مصرى، قبل أن يكون إعلامياً، يرفض هذا؟
أعود -إذن- إلى «الفخ» إلى المبادرة التى أطلقها رئيس تحرير «اليوم السابع»، وقت استضافته (غير المبررة) فى أحد برامج راديو 9090 والتى جاءت فى توقيت حرج للغاية، وبعد أيام من إلقاء القبض على فاسد، كان رئيس التحرير المذكور يلازمه كظله، سواء فى سهراته بالفنادق الكبرى، أو فى جولاته بمدينة زفتى التى كان «اللومانجى» ينوى الترشح عنها فى الانتخابات البرلمانية!
وكنت، فى الأسبوع الماضى، نقلت تساؤلات الشارع المصرى: لماذا لا يعلن الأستاذ خالد صلاح بكل وضوح أن الأستاذ محمد فودة المتورط فى قضية الفساد الكبرى هو مدير تحرير «اليوم السابع»؟ لماذا لا يدافع عن مدير تحرير صحيفته الذى تورط فى قضية كبرى ويحتاج إلى مساندة رئيس التحرير؟
وسألت أو استفسرت عن طبيعة الشائعات التى سيحاربها، مع الراديو9090 وباقى الفضائيات التى يمتلكها أصدقاؤه؟! هل شائعات محمد فودة الإعلامى البارز؟!.. أم شائعات عن صحفيين بارزين آخرين فى الصحف الصفراء؟!
وتمنيت أن يخرج رئيس تحرير «اليوم السابع» على الناس ليفند لهم شائعات عن طبيعة علاقته وعمله مع الإرهابى أحمد عطوان.. وشائعات الأراضى والأملاك التى حصل عليها مدير تحرير «اليوم السابع» عبر طرق غير مشروعة استخدم فيها اسم الصحيفة والصفة التى منحها لنفسه وأكدتها الصحيفة مراراً وتكراراً على صفحاتها وعلى موقعها الإلكترونى!
هكذا، كان مستفزاً، أن نقرأ عنواناً يقول إن «خالد صلاح يطلق مبادرة بالتعاون مع الراديو «9090» للرد على الشائعات»، مع صورة تجمع شعار الجريدة والراديو، تحتها هذا التعليق: «مبادرة مشتركة بين اليوم السابع وراديو 9090».. وهكذا، كان مستفزاً أن نرى ضيف الراديو 9090 يستضيف فى الجريدة التى يرأس تحريرها مدير الراديو الإذاعى الكبير طارق أبو السعود وينتقى بين ما قاله فى تلك الندوة هذا العنوان: «مبادرتنا مع «اليوم السابع» هدفها الرد على شائعات «السوشيال ميديا» التى تهدف لهدم الدولة والنيل من رموزها»: الواضح تماماً، هو أن المبادرة المزعومة ليست أكثر من محاولة لغسيل السمعة.. وتلك هى الصيغة نفسها أو اللعبة نفسها التى حاول بها رئيس تحرير «اليوم السابع» أن يستغل بها اسم مؤسسة الرئاسة!
وإلا بماذا تفسر، عنواناً تكرر عن مكالمة تليفونية تلقاها من أحد العاملين بـ«المكتب الإعلامى للرئاسة»، لم تحمل غير إشادة بمقال كتبه الزميل يوسف أيوب؟!
وبماذا تفسر حرصه على وضع اسمه فى العنوان جنباً إلى جنب مع اسم الرئيس عبدالفتاح السيسى زاعماً أن المكتب الإعلامى «ينتظر إقرار السيسى لبدء التنفيذ.. ويقترح عقدها بـ«اليوم السابع»!!.. كان هذا يوم السبت 12 سبتمبر 2015 تعليقاً أو استغلالاً لمكالمة تلقاها الجمعة.
ولم ينته الأسبوع (تحديداً يوم الخميس 17 سبتمبر) إلا ووجدناه يضع صورته تحت هذا العنوان «المكتب الإعلامى للرئاسة ينسق مع اليوم السابع لتنظيم مؤتمر حول الأمن القومى»، زاعماً فى تفاصيل الخبر أن المكتب الإعلامى برئاسة الجمهورية ينسق مع «اليوم السابع» لتنظيم أكبر مؤتمر حول المخاطر التى تهدد الأمن القومى المصرى خلال الفترة الراهنة. وأنه من المقرر أيضًا أن يمتد التنسيق لإقامة سلسلة من الندوات عن الجيل الرابع لحروب المعلومات وحرب الشائعات التى يلجأ إليها عدد من الأطراف والجماعات المعادية لزعزعة الأمن القومى المصرى.
ردود الفعل، على مثل هذه الادعاءات أو المزاعم، كانت قاسية لدرجة تمنعنى من تناولها، خاصة أن الطرف المستهدف فيها لا ناقة له فى الأمر ولا جمل، وأقصد مؤسسة الرئاسة!!.. وكل عام ومصر بخير وأمان ونظافة من الفاسدين.