الموجز
الخميس 21 نوفمبر 2024 11:07 صـ 20 جمادى أول 1446 هـ
أهم الأخبار

ياسر بركات يكتب عن: إحنا.. وعصابة «فودة»

 قصة الصراع بين «الموجز» وأباطرة البيزنس
قصة الصحافة والفساد.. وحكاية قطر وأموال «آل سحيم»

حاصرونا بالقضايا.. ونصرنا الله

 
فى كثير من الأوقات الصعبة التى تمر بها البلاد يكون لكل حركة يقوم بها رئيس الدولة ثمن كبير، والحملات الدولية التى كان يقوم التنظيم الإرهابى بتمويلها لتشويه مصر وصورتها أمام الرأى العام العالمى كانت تتطلب من الرئيس عبدالفتاح السيسى مواصلة الليل بالنهار لتوصيل رسالة مصر وشعبها للعالم، وكان مؤتمر دافوس فرصة كبيرة حرص الرئيس عبدالفتاح السيسى بذكاء كبير على المشاركة بنفسه لأول مرة فى فعالياته كمنتدى اقتصادى عالمى بعد 11 سنة لم تشارك خلالها رئاسة الجمهورية فيه، اعتادت مصر المشاركة خلال تلك السنوات بـ«رؤساء الحكومات والوزراء ومحافظى البنك المركزى»، لكن الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى كان يدرك جيداً أهمية وجوده فى هذا المحفل العالمى جعله يصر على المشاركة بنفسه ليقول للعالم كله إن مصر تتعافى واقتصادها ينتظر مشاركة العالم لمكانتها وأهميتها التى لم تكن لتكتمل إلا بوجوده شخصياً، وكان الرجل حصيفاً ويمتلك الرؤية الكاملة لتغيير صورة مصر أمام العالم بعد أن دفع التنظيم الإرهابى المليارات لتشويه تلك الصورة بالباطل، وتشويه صورته كرئيس للبلاد، وجاءت النتائج إيجابية منذ اللحظة الأولى التى وطأ فيها أرض سويسرا، وتجاوب العالم بأكمله مع رؤية الرئيس الذى تحدث بعفوية وصدق وهز وجدان الجميع بكلماته الرصينة الواثقة فى الغد والمستقبل، واستمع قادة ورؤساء الحكومات المشاركون إلى كلمة الرئيس السيسى باهتمام بالغ، ونجح الرئيس فى مد الجسور مع أبرز المشاركين.
استعرض الرئيس خطة مصر للنهوض بالاقتصاد والإجراءات التى يجرى اتخاذها حالياً لتحسين مناخ الاستثمار ووجه الدعوة إلى المستثمرين الباحثين عن فرص استثمار جيدة للمشاركة فى مؤتمر مصر المستقبل الذى كان من المقررانعقاده فى مارس 2015 فى مدينة شرم الشيخ.
وأصبح اسم مؤتمر دافوس كبيراً بوجود الرئيس المصرى الذى أعطى المؤتمر روحاً جديدة.
مؤامرة «أبوهشيمة» فى سويسرا.. وتهديدات «اليوم السابع»
كانت كل هذه الإنجازات عظيمة واستقبلها المصريون بسعادة كبيرة أيضاً، وكان دورنا تحذير الرئاسة من المتاجرين باسم الرئيس.. أثبتت التجارب السابقة أن وجود أحدهم يسىء للرئاسة بشكل أساسى، هذا إلى جانب فتح الأبواب أمام الفاسدين والمشبوهين للتمسح فى الرئيس والتجارة باسمه مما يثير استفزاز الشارع ضده،قام أحمد أبوهشيمة بارتكارب كارثة كبرى كادت تهدم كافة إنجازات الرحلة حيث قام بتسريب خبر خبيث تداولته كافة المواقع الإخبارية نقلاً عن موقع «أصوات مصرية» التابع لوكالة أنباء رويترز والذى كان عنوانه «أبوهشيمة يقيم عشاء عمل للسيسى مع 120 رجل أعمال بسويسرا».
وهنا كان لابد أن أكتب مهما كان الثمن غاليا، وكتبت مقالاً أعترض فيه على الخبر الذى بثته وكالة رويترز، الذى يقول إن رجل الأعمال أحمد أبوهشيمة سيقيم «عشاء عمل» للرئيس عبدالفتاح السيسى مع 120 رجل أعمال من مختلف دول العالم فى سويسراً، على هامش المشاركة فى «دافوس»، وإنه سيتحمل نفقات عشاء العمل الذى سيقام فى فندق شهير مملوك لقطريين!!
وتداولت كافة المواقع الإخبارية نقلاً عن موقع «أصوات مصرية» التابع لوكالة أنباء رويترز الخبر والذى كان عنوانه «أبوهشيمة يقيم عشاء عمل للسيسى مع 120 رجل أعمال بسويسرا».
وكان الخبر الخبيث كارثة تهدم كل إنجازات الرئيس عبدالفتاح السيسى، وخرج السفير علاء يوسف المتحدث باسم رئاسة الجمهورية ينفى الخبر جملة وتفصيلاً، والكارثة هى أن الأخ أبوهشيمة كان يشارك فى مؤامرة وضيعة على حساب الرئيس، كان يخطط لإقامة حفل العشاء فى مركز للمؤتمرات والأعمال (مساحته 800 متر مربع) بـ«فندق شوايزرهوف» بالعاصمة السويسرية. وهو الفندق المملوك للأسرة الحاكمة القطرية، أو شركة قطر الوطنية للفنادق التى تغير اسمها إلى «كتارا للضيافة» ويرأس مجلس إدارتها نواف بن جاسم بن جبر آل ثانى!!
الفندق الذى تم بناؤه قبل 150 عاماً، وظل ذا سمعة طيبة، بدأ يتهاوى منذ اشتراه القطريون ويحقق خسائر ضخمة وهو ما دفع البعض للاعتقاد أن أبوهشيمة أراد (بالاتفاق مع شريكه القطرى) الترويج أو الدعاية للفندق باستغلال اسم عبدالفتاح السيسى وعشاء العمل الذى يقيمه!!
هذا ما كتبت وفوجئت بحملات خسيسة تشنها صحيفة «اليوم السابع» المملوكة لرجل الأعمال أحمد أبوهشيمة والذى أصدر أوامره للصبيان الصغار كى يكتبوا تقارير فارغة عنى وعن «الموجز»!!.. وعلى الفور أصبح الموقع كله عبارة عن تقارير مضروبة ومفبركة لتهديدى وتهديد محررى الجريدة لأننا تجرأنا وهاجمنا سيدهم والعياذ بالله!!، ولكن كانوا أغبياء فـ«الموجز» واجهت عصابات أكبر منهم فى ظل عصر الفساد، وستواجه كل من يسعى لهدم هذا الوطن.
كتب «اليوم السابع» تقارير مضحكة عن «الموجز»، وظن رئيس التحرير خالد صلاح كما قلت أننا سنخاف ونستجيب للتهديد.. ولكن لأننا أشرف من أدعياء الشرف، ولأننا لا نخاف من شىء ولم نتورط فى فساد أو نتلوث بفساد فتحنا صدورنا بكل شجاعة وخصصنا العدد التالى مباشرة لفضح منظومة أبوهشيمة الإرهابية، فالأموال الضخمة التى يتشارك بها أبوهشيمة مع «آل سحيم» تشير إلى وجود فيلق قطرى كامل داخل مصر، فعائلة «آل سحيم» هى الضلع الثانى فى دويلة قطر وهناك علاقات نسب ومصاهرة بين العائلتين، ولاشك أن وجود أموال بن سحيم فى مصر واستثماراته تثير القلق خاصة أن أبوهشيمة قد دخل عالم الكبار من خلال جماعة الإخوان وبمباركة من خيرت الشاطر وحسن مالك وبأموال قطرية مازالت يتم استثمارها داخل مصر، خاصة بعد استحواذ أبوهشيمة على عدد من شركات الحديد والصلب وتوسيع نسبة مساهمته فى سوق الحديد المصرى مع شريكه القطرى محمد بن سحيم آل ثان الذى ينتمى إلى العائلة الحاكمة فى قطر.
وتوسعت «الموجز» فى كشف مخطط أبوهشيمة وأصدقائه فى قطر، كشفنا امتدادات وعلاقات الشركات «الأجنبية» التى يستقدمها هو وشركاؤه للسوق المصرى!!.. وبينها مثلاً شركة دانيللى الإيطالية، التى وصف أبوهشيمة الاتفاق الذى تم توقيعه يوم 12 سبتمبر 2012 بحضور هشام قنديل رئيس وزراء «الإخوان» معها بأنه خطوة مهمة لتشجيع الاستثمارات الأجنبية للقدوم إلى مصر.
وهى نفس الشركة التى أعلنت فى يوم 21 فبراير 2014 استعدادها لبناء معمل تصميم وإنتاج الأجهزة والمعدات المنجمية على الأراضى الإيرانية، كما أن وفداً تجارياً إيطالياً سيزور إيران لبحث سبل الاستثمار فيها.
وواصلنا فى «الموجز» تحذير الدولة المصرية من الذيول الإرهابية والقطرية، ولن يغفل لنا جفن إلا بعد تحقيق ذلك حتى لو تعرضنا لعشرات الحملات الشرسة والمأجورة والمدفوعة من أموال قطر واستثمارات الجماعة الإرهابية، فتحنا الملف الشائك لأبوهشيمة مع القطريين وتعرضنا للكثير من ألاعيب الصغار ولكننا لم ولن نهتز وسنظل نحارب كل الذيول المشبوهة حتى تتطهر مصر من كل العملاء والخونة.. وليس خافياً على أحد علاقة أبوهشيمة مع محمد فودة.. وعلاقة الاثنين مع «اليوم السابع

أسطورة محمد فودة فى «اليوم السابع»

إن الثلاثة لا يمكن الفصل بينهم،أحمد أبوهشيمة، محمد فودة، «اليوم السابع» ورئيس تحريرها خالد صلاح.. لذلك لاحقونا بالدعاوى القضائية وبالحملات الصحفية المشبوهة وأشعلوا النار فى أنفسهم لأننا فتحنا عليهم جميعاً نار جهنم، فالأستاذ محمد فودة هو المستشار الإعلامى للسيد أبوهشيمة قبل الانفصال عن زوجته هيفاء وهبى، وهو عراب الشراكة بين آل سحيم وأبوهشيمة و«اليوم السابع»، ووجدنا أن من حق القارئ أن يعرف طبيعة علاقة محمد فودة ومن يستخدمونه بـ«اليوم السابع»، وكيف تحول من وجهة نظر الجريدة من «فاسد» و«سوابق» إلى إعلامى كبير وصحفى كبير!!
والمعروف أن محمد فودة هو خريج السجون الشهير،الذى أدين بالكسب غير المشروع وإقامة علاقات قوية مع عدد من كبار المسئولين وبينهم محافظ الجيزة سابقـاً ماهر الجندى، بهدف التوسط لقضاء مصالح ذوى الشأن من رجال الأعمال مقابل مبالغ مالية يحصل عليها، والمثير أن التحقيقات وقتها كشفت أن ما تم التوصل إليه عن أمواله المشبوهة هو أن ثروته بلغت مليونين و153 ألفـاً و121 جنيهـاً مودعة فـى دفتر خاص به لدى البنك الأهلى المصرى فرع الهرم كما ضُبط بمسكنه وقتها مبلغ 465 ألف جنيه و3700 دولار أمريكى و80 ألف ليرة إيطالية، بالإضافة إلى شقة مملوكة بالهرم وسيارة ملاكى قيمتها 100 ألف جنيه وبالطبع فإن هذا قليل من كثير جمعه فودة من أعمال السمسرة والتخليصات المشبوهة لأن الرجل يضع نفسه دوماً «تحت الطلب» لتقديم الخدمات مدفوعة الأجر للكبار.
وفوجئت مصر بهذا السجين السابق وقد أصبح كاتباً وإعلامياً له الكلمة العليا حتى على وزراء حكومة محلب!!.. وكان دورنا بالطبع هو كشف الحقائق حتى يعرف الرأى العام من هو محمد فودة ومن الذى جعله كاتباً إعلامياً يملأ الفضائيات والصحف!!
تولت «اليوم السابع» مهمة تضليل الرأى العام وتقديم هذا السجين السابق فى قضية رشوة إلى كاتب وإعلامى كبير.. ورصدنا ذلك من موقع «اليوم السابع» نفسه والذى تخصص فى نشر الأخبار والتقارير عن نشاطات السجين السابق والمتهم حالياً محمد فودة، ورصدنا أكثر من مائتى خبر فى ثلاثة شهور فقط تتحدث عن محمد فودة باعتباره الكاتب والإعلامى الكبير وإليكم عينة بسيطة من تلك الأخبار المنشورة فى «اليوم السابع» بتواريخها:
- استقرت الحالة الصحية للكاتب الصحفى محمد فودة، بعد تعرضه لوعكة صحية.. ويعاود الكاتب الكبير إطلالاته الصحفية على صفحات «اليوم السابع».. (22 مارس 2014).
- تناولت الإعلامية ريهام سعيد فى برنامجها «صبايا الخير» الذى تقدمه عبر قناة «النهار»، دور «اليوم السابع» ومقالات الإعلامى محمد فودة بعنوان... (27 فبراير 2014).
- فى إطار الدور الوطنى لرجال الإعلام فى مصر، وفر الكاتب الصحفى محمد فودة 200 ميكروباص و300 توك توك لنقل الناخبين بمدينة زفتى وقراها.. (25 مايو 2014).
- وسط أكثر من خمسة آلاف مواطن من أهالى زفتى، أقيمت الدورة الرمضانية على كأس «اليوم السابع» بحضور الكاتب الصحفى والإعلامى محمد فودة. («اليوم السابع» 26 يوليو 2014).
 وجه الكاتب الصحفى محمد فودة، التحية للإعلامية ريهام سعيد، بسبب إصرارها على الدفاع عن وجهة نظرها فى القضية المتعلقة بفتيات «الجن».. («اليوم السابع» 23 ديسمبر 2014)
- أكد الإعلامى محمد فودة المرشح لانتخابات مجلس النواب، أنه قرر خوض السباق البرلمانى لخدمة أبناء زفتى والعمل على حل مشاكل القرى بزفتى. («اليوم السابع» 26 ديسمبر 2014).
- شهد المؤتمر الجماهيرى الحاشد للإعلامى محمد فودة، بمسقط رأسه «زفتى» استعراضاً لبرنامجه الانتخابى، حيث أعلن الإعلامى الكبير محمد فودة.. («اليوم السابع» 5 يناير 2015).
ـ أكد الإعلامى محمد فودة المرشح لمجلس النواب على تفويض أبناء دائرة زفتى بالمركز والمدينة وجميع القرى والعزب والتوابع لها مرات ومرات للرئيس («اليوم السابع» 30 يناير 2015).
هذه بعض الأخبار التى نشرتها جريدة «اليوم السابع»، عن محمد فودة وهى تصفه بـ«الإعلامى» وبـ«الكاتب الصحفى» وأيضاً بالإعلامى الكبير والكاتب الصحفى الكبير.. هل عرفنا من صنع أسطورة فودة؟!
وكانت النكتة هى أن فودة لاحقنا هو الآخر بدعاوى قضائية يتهمنا فيها بالـ«سب» و«القذف»، بينها دعوى ضد ما نقلناه بالنص وبالحرف الواحد عن «اليوم السابع»!!
واشتعلت معركة «الموجز» ضد كل هؤلاء.. وجاء اليوم الذى عرف فيه القاصى والدانى حقيقة هؤلاء: من هو أبوهشيمة.. من هو محمد فودة.. ومن هو خالد صلاح، الذى كانت تعليمات من يستخدمونه أقوى من «الزمالة» والأصول والأعراف المهنية، فشن حملات ضدى وضد «الموجز»!! بينما كان خرّيج السجون يستخدم علاقاته المشبوهة ضدنا بشتى الطرق.

«اليوم السابع» وأسرار الحرب على الإمارات

كان لابد أن نتتبع علاقة «اليوم السابع» مع رجال قطر، فإذا كان أبوهشيمة هو المتحكم فى الصحيفة وتوجهاتها وبإشارة منه انطلقت المدافع نحو «الموجز»، فلابد أن هذا ينطبق على علاقاته مع رجال أعمال قطر، ولاشك أن توجهاته ستكون هى نفس توجهات الصحيفة التى يمتلكها، واكتشفنا أساليب رخيصة فى تشويه علاقة مصر مع الإمارات وكان الهدف بالطبع هو تقديم خدمة لقطر ورجالها الذين يناصبون مصر ورئيسها العداء، ولاحظنا أن «اليوم السابع» أصبحت وسيلة يتم استخدامها لإفساد العلاقات بين مصر والأشقاء العرب!
نشرت «اليوم السابع» عدداً من التقارير التى تخدم قطر وتوجهات الجماعات الإرهابية، ففى 24 مارس 2013 عنوانه: «أبوظبى عاصمة الإرهاب، تؤجج الحرائق المصرية.. الإمارات ترعى ممولى الفتنة المسئولين عن موقعتى الجمل والجبل».
ولم يكن العنوان والمنشور تحته، غير استكمال لحملة بدأتها «الجريدة» وموقعها ضد دولة الإمارات، وكان بين أبرز عناوينها المضحكة: «مصادر دبلوماسية تكشف: الشيخ محمد بن زايد خطط لانقلاب بسلطنة عمان وقطر.. ورعب إماراتى من إقليم السويس لتأثيره على ميناء دبى.. والكثير من قتلى الجيش الحر بسوريا ماتوا بمؤامرة من أبوظبى.
وقتها، رجحت صحف ووسائل إعلام إماراتية أن يكون سبب تلك الحملة هو استحواذ أحمد أبوهشيمة على معظم الأسهم فى «اليوم السابع»، الذى وصفته بأنه «تحول من شاب ثرى عرف اسمه بعد أن تزوج، ثم طلق، الفنانة اللبنانية هيفاء وهبى، إلى أحد رموز رجال الأعمال المقربين من الإخوان بعد وصولهم إلى السلطة فى مصر».. وأنه حل محل أحمد عز فى وجدان المصريين العاديين!!
وسائل إعلام إماراتية توقفت أمام حرص أبوهشيمة على امتلاك وسائل إعلام، وأشارت إلى أنه اشترى بالفعل حصة فى الشركة المصرية للصحافة والنشر والإعلان، المالكة لجريدة «اليوم السابع» اليومية، والموقع الإلكترونى التابع لها، وتمكن من الاستحواذ على غالبية الأسهم بالشركة، مع علاء الكحكى المستثمر فى مجال الإعلانات، فى منتصف يناير 2013 وطرحت أسئلة بديهية: هل هى صدفة أن يتزامن تحول موقف الصحيفة من الإمارات والإخوان مع استحواذ أبوهشيمة على الجزء الأكبر من أسهمها؟!
وهل صدفة أن يقيم أبوهشيمة علاقة قوية بجماعة الإخوان المسلمين بعد أن أصبح من الأسماء المهمة التى يصطحبها الرئيس مرسى فى تحركاته الخارجية، كما أصبح حلقة الوصل بين الإخوان ورجال الأعمال فى مصر، بالإضافة لعلاقاته القوية مع أطراف عربية وخليجية؟!
تقريباً هذه هى ملامح معركة «الموجز» مع فودة وعصابته.. فتحنا الملفات الشائكة للثلاثى الخطير الذى يتجمع ويتمترس خلف ترسانة أموال وثروات طائلة ونفوذ ضخم.. لكننا كنا نؤمن بأن الله لن يضيع جهودنا ولن يكتب لهؤلاء أن ينتصروا علينا.. وصدق الله وعده وانتصر لنا رغم كل المكائد والمؤامرات والتهديدات التى مارسوها ضدنا.. وبحكم نفوذهم وسيطرتهم على الإعلام والفضائيات فإن صوت «الموجز» ظل هو الصوت الوحيد الذى يزعجهم ويؤرقهم ويسرق النوم من عيونهم.. تمسكنا بالأمل وبحبل الله المتين.. وجاء اليوم الذى نفخر فيه بأننا واجهنا كل هؤلاء وجرؤنا على الكلام فى وقت تم إخراس الجميع بالأموال.
عاشت مصر.. وعاش رجالها الساهرين لملاحقة الفساد وسنواصل فتح الملفات.
عندما صرخت «الموجز»:
مصر ورئيسها فوق أبوهشيمة وعملاء قطر

بداية.. كل الاحترام والتقدير لقرار حظر النشر فى قضية الفساد الكبرى المتورط فيها عدد من الشخصيات على رأسهم محمد فودة، فالقضية كبيرة بلاشك وتحتاج وقتاً طويلاً ومتابعة دقيقة بعيداً عن الضغوط الإعلامية وأهواء أصحاب الفضائيات.
وبكل فخر نستطيع اليوم أن نرفع رؤوسنا لنقول للجميع إن «الموجز» كانت هى الصحيفة الوحيدة التى فتحت ملفات محمد فودة وأحمد أبوهشيمة وعلاقتهما بصحيفة «اليوم السابع» ورئيس تحريرها الزميل خالد صلاح الذى لم يراع أدنى قواعد الزمالة المهنية وشن حملات شرسة وخسيسة ضد «الموجز» وضدى أنا بشكل شخصى وأجبرنا على الدخول فى معركة لم نكن نريد دخولها حرصاً على زملائنا فى صحيفة «اليوم السابع».
القصة بدأت عندما كتبت مقالاً فى يناير الماضى أعترض فيه على الخبر الذى بثته وكالة رويترز، والذى يقول إن رجل الأعمال أحمد أبوهشيمة سيقيم «عشاء عمل» للرئيس عبدالفتاح السيسى مع 120 رجل أعمال من مختلف دول العالم فى سويسرا، على هامش المشاركة فى «دافوس»، وإن أبوهشيمة سيتحمل نفقات عشاء العمل الذى سيقام فى فندق شهير مملوك لقطريين!!.. وتداولت كافة المواقع الإخبارية نقلاً عن موقع «أصوات مصرية» التابع لوكالة أنباء رويترز الخبر والذى كان عنوانه «أبوهشيمة يقيم عشاء عمل للسيسى مع 120 رجل أعمال بسويسرا».
وكان الخبر الخبيث كارثة تهدم كل إنجازات الرئيس عبدالفتاح السيسى التى حققها فى مؤتمر دافوس، وخرج السفير علاء يوسف المتحدث باسم رئاسة الجمهورية ينفى الخبر جملة وتفصيلاً، والكارثة هى أن الأخ أبوهشيمة كان يشارك فى مؤامرة وضيعة على حساب الرئيس، كان يخطط لإقامة حفل العشاء فى مركز للمؤتمرات والأعمال (مساحته 800 متر مربع) بـ«فندق شوايزرهوف» بالعاصمة السويسرية، وهو الفندق المملوك للأسرة الحاكمة القطرية، أو شركة قطر الوطنية للفنادق التى تغير اسمها إلى «كتارا للضيافة» ويرأس مجلس إدارتها نواف بن جاسم بن جبر آل ثانى!!
كان واجباً علينا أن نحذر الرئيس من هذا الشخص.. وكان بإمكاننا أن نتجاهل الموضوع وأن نرفض نشره كما فعلت بعض الصحف التى يمتلك أبوهشيمة أقلام صحفييها.
هذا ما كتبت وفوجئت بأن ذلك أخطر من الهجوم على الرئيس شخصياً، فالاقتراب من أبوهشيمة أصبح كأنه جريمة لابد أن يعاقب أى شخص يرتكبها.. وعلى الفور خصصت «اليوم السابع» محرريها لشن حملات خسيسة ضد «الموجز» مع نشر صورى على طريقة المجرمين وقطاع الطرق، وانطلقت حملة بلاغات فى عشرات المحاكم وتم تخصيص ترسانة كاملة لهدم «الموجز» وتشريد محرريها، وانهالت الدعاوى القضائية من أبوهشيمة ومحمد فودة الذى فتح النار على نفسه وقررنا فتح ملفاته هو الآخر.
هذا ما حدث باختصار شديد خلال شهرى فبراير ومارس الماضيين.. ووقفت وحدى فى مواجهة كل هؤلاء ليس معى سوى أبنائى فى الصحيفة الذين خاضوا المعركة بشرف.
وفى هذا العدد نؤكد أننا نجرؤ على الكلام حتى ولو صمت الجميع.. فمصر ومستقبلها وصورة رئيسها عبدالفتاح السيسى أهم من أى شخص مهما كانت ثرواته ونفوذه.