ياسر بركات يكتب عن: وائل غنيم ونادر بكار وباسم يوسف .. حكاية ثلاثة مصريين فى مهمة «قذرة»
- ماذا يفعل باسم يوسف بدأ العمل فى الجامعة كمسئول عن التواصل مع الطلاب الأمريكان.. ويتلقى تعليماته من البروفيسير الإسرائيلى جاريد كوهين
- وائل غنيم وباسم يوسف يعملان ضمن مشروع «ثورة الديمقراطيات الرقمية».. وبكار بدأ دراسة الماجستير ضمن مشروع أمريكى - صهيونى تطلق عليه المخابرات اسم إعادة صناعة الدول
- نائب رئيس حزب النور يوقع عقد الزواج السرى مع أمريكا ويطرح السلفيين بديلاً للإخوان
- طارق الدسوقى وبسام الزرقا وطلعت مرزوق ضمن عشر قيادات سلفية تستعد المخابرات الأمريكية لتجنيدهم
- جوزيف صموئيل أستاذ العلوم السياسية ورئيس مجلس الاستخبارات الوطنى ضمن أساتذة الجامعة.. ومنح هارفارد ليست هبة مجانية
«ماذا يفعل باسم يوسف ووائل غنيم ونادر بكار فى جامعة «هارفارد» الأمريكية؟».
بهذا العنوان نشرت شبكة CNN الأمريكية تقريراً على موقعها الإلكترونى يوم الاثنين 20 يوليو 2015 جاء فيه: لحق نائب رئيس حزب «النور» المصرى نادر بكار، بالإعلامى الساخر باسم يوسف، والناشط وائل غنيم فى جامعة «هارفارد» الأمريكية.
وكتب بكار عبر حسابه فى موقع «تويتر»، ضمن تهنئة بعيد الفطر، إنه بدأ دراسة ماجستير فى الإدارة الحكومية بمنحة جامعة هارفارد.
والأسبوع الماضى، أعلن معهد «آش» للحكم الديمقراطى والابتكار بكلية كينيدى لشئون الحكم فى جامعة هارفارد، أن الناشط المصرى وائل غنيم سيعمل «كبير زملاء» فى المعهد.
وذكر المعهد فى بيان على موقعه الإلكترونى، أن «أبحاث غنيم سوف تركز على كيفية استخدام التكنولوجيا، فى إنشاء مساحة للمواطنين المهتمين بالشأن العام والخبراء وصناع الرأى والأكاديميين والمسئولين للتشارك فى مناقشات تتعلق بالقضايا الاجتماعية والسياسية والاقتصادية التى تواجه مجتمعاتنا».
وقال أستاذ العلاقات الدولية فى الكلية الدكتور طارق مسعود إن «غنيم رمز لقدرة التكنولوجيا على تمكين المواطنين وخلق مجتمعات تعمل بصورة جماعية لإثارة التغيير الاجتماعى».
وظهر وائل غنيم، الذى عمل مديراً إقليمياً فى شركة «جوجل»، كأحد أبرز الوجوه، فى مظاهرات 25 يناير 2011، فى مصر، حيث شارك فى تأسيس صفحة «كلنا خالد سعيد» التى دعت إلى المظاهرات.
وسبق الإعلامى المصرى الساخر باسم يوسف، وائل وغنيم ونادر بكار، بالانضمام إلى الجامعة، فى فبراير الماضى، بعد توقف برنامج «البرنامج» الذى كان يقدمه من مصر.
وانضم يوسف إلى معهد السياسة بكلية «جون كيندى» فى جامعة «هارفارد» للعمل كـ«زميل مقيم»، ومهمته بحسب موقع المعهد هى «التواصل مع الطلاب، وإدارة وقيادة مجموعات دراسية أسبوعية، وحلقات نقاشية عن القضايا السياسية الجارية».
انتهى تقرير شبكة CNN الذى تجاهل أن بلال فضل سبق له الحصول على منحة لدراسة السينما فى الولايات المتحدة أيضاً.. وما كاد الخبر ينتشر حتى ثار جدل كثير وكثيف وتراشقت أطراف عديدة الاتهامات، تاركة أصل الموضوع أو الشخص الرئيسى المحرك لتلك المنح التى بدا واضحاً أنها تختار بعناية من تذهب إليهم.
منذ سنة 2008 وبعد فشل العمليات العسكرية الأمريكية فى أفغانستان والعراق وصدور توصيات لجنة بيكر هاملتون لتعديل الخطة الأمريكية للمنطقة للحد من الخسائر العسكرية والبشرية والمالية للحروب، توصل مجموعة من الخبراء والباحثين الاستراتيجيين من الحزبين الجمهورى والديمقراطى وتحت إشراف معهد الدراسات الدولية والاستراتيجية CSIS إلى صيغة جديدة تقوم على دمج وتناغم سياسات القوة الصلبة والقوة الناعمة فى إطار معادلة واحدة أطلقوا عليها «القوة الذكية Smart power» ومعناها تسخير كل الأدوات التى تتوفر لدى الولايات المتحدة الأمريكية سواء الاقتصادية والعسكرية والسياسية والقانونية والثقافية والإعلامية، والبحث عن الأداة الملائمة من بين هذه الأدوات بما يتناسب مع كل وضع دولى.
وقامت لجنة تخطيط السياسات فى الخارجية الأمريكية بالتنسيق مع الجهات الأخرى فى الإدارة الأمريكية، ببلورة سياسات جديدة تم وضعها قيد التطبيق منذ سنوات فى إطار مشروعين، الأول مشروع Century statecraft st21 أو صناعة الدول فى القرن الحادى والعشرين بهدف إحداث التغييرات فى البنى السياسية لبعض الدول من خلال توظيف تكنولوجيا الاتصال والإعلام عبر تشكيل قوى سياسية ومدنية وشبابية فى ساحة الخصم تؤمن بالأفكار والقيم والسياسات الأمريكية ويتم التواصل معها عبر الإنترنت ووسائل الإعلام، ويمكن ترميز هذا المشروع بما أطلقوا عليه إعلامياً بثورة الديمقراطيات الرقمية.
أما المشروع الثانى فأطلقوا عليه Diverting The Radicalization Track ويقوم على «إعادة توجيه مضمار التطرف ويعنى الاتصال بالبيئة السياسية للجماعات والنظم المتطرفة والمعادية، وفتح حوارات معها عبر جهات ثالثة أو من خلال واجهات مدنية والسعى لتوجيه زخمها وامتصاص عنفها وتحويل حراكها وإشراكها فى إطار اللعبة الديمقراطية بما يخدم المشروع الأمريكى.
وساعد على إرساء وتصميم هذين المشروعين شخص اسمه جاريد كوهين!!
نعم، جاريد كوهين مدير قسم جوجل للأفكار google idea ورئيس قسم تخطيط السياسات فى الخارجية الأمريكية وقبل ذلك كله صديق وائل غنيم الذى كان معه فى أحد كافيهات القاهرة لحظة إلقاء القبض عليه مساء يوم 27 يناير 2011.
نحن أمام منتج جديد مبتكر ومشتق من روح الحرب الباردة ولكن بغلاف جديد وبتقنيات وآليات وسياسات ومشاريع جديدة وموجه إلى جمهور جديد وبمواجهة عقيدة جديدة هى الإسلام وضد بلدان وقوى جديدة، وضع إطاره النظرى «جوزيف ناى» تاركاً الجانب التطبيقى للأجهزة والوكالات ومراكز الأبحاث باعتبار أنه كان وقتها يشغل منصباً أكاديمياً هو عميد كلية كيندى للدراسات الحكومية فى جامعة هارفارد.
وتتلخص نظرية جوزيف ناى فى أننا عندما نجعل الآخرين يعجبون بالمُثل التى نؤمن بها، ونجعلهم يريدون ما نريد فإننا لن نضطر إلى الإنفاق كثيراً على موارد السياسات التقليدية -العصا والجزرة- أى على عوامل الإرغام العسكرى والإغراء الاقتصادى. ومن أهم المثل الأمريكية التى لها قدرة على تحريك وجذب الآخرين نحونا الديمقراطية وحقوق الإنسان وإتاحة الفرص للأفراد.
وأضاف أن القوة تنقسم إلى ثلاثة أشكال وأنواع «القوة الاقتصادية والقوة الصلبة العسكرية والقوة الناعمة» وعلى هذا الأساس فالقوة الصلبة لا تنفصل عن القوة الناعمة والقوة الاقتصادية، فهذه القوى الثلاث تشكل أبعاد وزوايا القوة والتفوق والهيمنة والسيطرة فى السياسة الدولية. وينبغى لمن يتصدى للعمل فى الاستراتيجيات والسياسات الدولية أن يعرف أن «جدول أعمال السياسة العالمية قد أصبح اليوم مثل لعبة الشطرنج ثلاثية الأبعاد لا يمكن الفوز بها إلا إذا لُعبت بطريقة عمودية وأفقية». ومشكلة بعض اللاعبين والزعماء أنهم لا يستطيعون اللعب إلا فى اتجاه أو بعد واحد، أى إما إعلان وشن الحروب العسكرية أو فرض العقوبات الاقتصادية.
وتابع بأن سياق القوة قد تغير بفعل عوامل لها صلة بالعولمة وانتشار وسائل الإعلام والاتصال والمعلومات ويقظة المشاعر القومية والإقليمية وعدم ردعية السلاح النووى وضمور وضعف شهوة الغزو والاستعمار العسكرى لدى الدول الكبرى ما أدى إلى تغيير وتبدل فى أشكال القوة، لأن معادلات القوة لا تعمل إلا فى السياق والإطار الذى توجد فيه علاقات وموازين القوة. فالدبابة لا تصلح لحرب المستنقعات والغابات، والصاروخ والمدفعية لا يصلحان لجذب وكسب الآخرين. ومن ناحية أخرى القوة الناعمة هى الأكفأ والأكثر فاعلية فى عالم اليوم على توفير القدرة على التأثير فى سلوك الآخرين للحصول على النتائج والأهداف المرجوة بدون الاضطرار إلى الاستعمال المفرط للعوامل والوسائل العسكرية، وهى الأقدر على تشكيل تفضيلات وخيارات الآخرين وجدول أعمال الآخرين السياسى، وكل دولار يُصرف فى مجالات القوة الناعمة أفضل وأجدى بأضعاف من صرف 100 فى مجالات القوة الصلبة.
كان جاريد كوهين يشغل منصب مستشار رئيس مجلس الإدارة التنفيذى فى شركة جوجل. كما عمل فى مجلس العلاقات الخارجية.. وكان عضواً فى فريق تخطيط السياسات بوزارة الخارجية ومستشاراً مقرباً لكل من كونداليزا رايس وهيلارى كلينتون.
وكوهين أجرى بحوثاً فى العديد من الدول وله أربعة كتب، كان آخرها «العصر الرقمى الجديد: تحول الأمم، والأعمال، وحياتنا»، والذى شارك فى تأليفه الرئيس التنفيذى لجوجل إريك شميت.
فى عام 2013، تم اختياره واحداً من «أكثر 100 شخصية مؤثرة فى العالم» من مجلة تايم، كما أدرجته مجلة «فورين بوليسى» كواحد من أهم «100 مفكر عالمى»، واختارته صحيفة واشنطن بوست وكلية هارفارد كيندى للإدارة الحكومية كواحد من «أفضل ستة قادة فى أمريكا»!!
ولأن الشىء بالشىء يذكر، يكون مهماً أن نتوقف عند جوزيف صموئيل ناى، أستاذ العلوم السياسية والعميد السابق لكلية كيندى بجامعة هارفارد.. وهو نفسه الذى أسس بالاشتراك مع روبرت كوهين، مركز الدراسات الليبرالية الجديدة فى العلاقات الدولية.. وتولى عدة مناصب رسمية منها مساعد وزير الدفاع للشئون الأمنية الدولية فى حكومة بل كلينتون ورئيس مجلس الاستخبارات الوطنى.
فى عام 2005 تم اختياره كواحد من أفضل عشرة مفكرين فى العالم فى مجال العلاقات الدولية. ويمكن القول إن ناى هو المنظر الرئيسى للقوة الناعمة، اشتهر بابتكاره مصطلحى القوة الناعمة والقوة الذكية وشكلت مؤلفاته مصدراً رئيسياً لتطوير السياسة الخارجية الأمريكية فى عهد باراك أوباما.
علاقة حزب النور بالولايات المتحدة تتضح كل يوم أكثر فأكثر.
وسبق أن تناولنا بكثير من التفاصيل لقاءات جمعت قيادات الحزب بالسفير أو السفيرة، كما سبق أن كشفنا عن لقاءات أثارت الكثير من الجدل، عقدها مسئولون بالحزب مع عناصر تابعة للمخابرات المركزية الأمريكية! ولا يخفى على أحد أن السلفيين يحاولون نيل الرضا الأمريكى ليكونوا بديلاً للإخوان فى المشهد السياسى!!
لذلك، فإن المنح المجانية للدراسة فى جامعة هارفارد، لم تكن مفاجأة، وليست مفاجأة أيضاً أن نادر بكار هو أول من وقع عليه الاختيار للحصول على المنحة، لكنه لن يكون الأخير،وأن الفترة المقبلة ستشهد اختيار قيادات أخرى للسفر إلى أمريكا، مثل طارق الدسوقى وبسام الزرقا، وطلعت مرزوق، والهدف الحقيقى من وراء تلك المنح هو فتح قنوات اتصال فعّالة بين الإدارة الأمريكية وحزب النور، تلتزم فيها الإدارة الأمريكية بتقديم الدعم المعنوى والمادى للحزب أولاً بأول، حتى يتمكن من تحقيق نسبة مطمئنة فى الانتخابات البرلمانية المقبلة.
ليست فى الأمر أى مفاجأة، بل جاء حصول نادر بكار على منحة للدراسة بجامعة هارفارد، ليؤكد «الزواج السرى» بين أمريكا وحزب النور، ويكشف أن الولايات المتحدة تراهن على السلفيين، وتحاول بقوة زرعهم فى دوائر صنع القرار داخل مؤسسات الدولة، ظناً منها أنهم قادرون على تنفيذ ما عجز عنه الإخوان!!
ومرة أخرى، نقف عند جاريد كوهين الذى ذكرت معلومات مؤكدة أنه كان بصحبه وائل غنيم حين تم إلقاء القبض عليه مساء يوم 27 يناير 2011.
كوهين الذى يحمل الجنسيتين الأمريكية والإسرائيلية كان وقتها يشغل موقع مدير أفكار شركة جوجل وفى الوقت نفسه يعمل فى مجلس العلاقات الخارجية الأمريكية CFR المعروف بعلاقاته مع المحافظين الجدد المتحكمين فى سياسات الولايات المتحدة.
وقبلها، كان كوهين هو أصغر المستشارين فى مكتب وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس ثم بعدها هيلارى كلينتون، وأبرز أعضاء برنامج جيل جديد بمنظمة فريدوم هاوس وهو كذلك مؤسس منظمة «تحالف حركات الشباب» AYM تحت رعاية وتمويل وزارة الخارجية الأمريكية.
وطبقاً للمنشور على موقع تلك المنظمة، منظمة تحالف حركات الشباب «AYM»، فهى ترعى نشر الديمقراطية الأمريكية فى العالم واستقبلت أعضاء من جميع أنحاء العالم العربى عام 2008 لتدريبهم ودعمهم لتنفيذ دراسات مراكز السياسات الخارجية الأمريكية باسم الحرية والديمقراطية والسلام.
وكان كوهين -كما أشرنا- موجوداً فى مصر يوم 27 يناير 2011 مع وائل غنيم وكان هذا هو سبب القبض على غنيم وهى المعلومة التى أكدها كوهين بنفسه حين كتب على حسابه الشخصى على تويتر أنه وصل إلى القاهرة!!
الشاب الأمريكى الإسرائيلى الذى درس فى جامعة هارفارد، تفاعل أثناء دراسته مع المجتمعات العربية وقام بعدة رحلات لدول عربية واختلط بالمجتمع العربى دون أن يخبر بيهوديته حيث إنه مجيد للغة العربية، سافر كوهين إلى إيران والتقى بالشباب هناك ووجد أن الشباب لهم شخصية مزدوجة فهم فى الليل يذهبون للحفلات ويرقصون ويشربون الخمر، وذهب من إيران لبيروت والتقى هناك بشباب من حزب الله فى ماكدونالدز، والتقى بقادة من فتح (اللواء منير مقدح) حيث اصطحبه إلى مخيم للاجئين الفلسطينيين بلبنان، والتقى بشباب من حماس وسألهم ماذا ستفعلون لو التقيتم بيهودى فقال أحدهم سنقطع رأسه، (كوهين لا يخبرهم أنه يهودى ويتحدث العربية ويعرف نفسه على أنه أمريكى) وبالرغم من ذلك تواصل جاريد مع هؤلاء الشباب وسألهم عن أى وسائل التواصل الاجتماعى يفضلون وعن نوع البنات الذى يرونه جذاباً وعن طموحاتهم لمستقبلهم الشخصى والرياضة التى يحبون وعدة تفاصيل تهمه فى دراساته وبعد أن يمضى معهم فترة ويختلط بهم يخبرهم بديانته ولكنهم كانوا «عاشروه» فلم يتغير موقفهم منه، ويقول لو بدأت الحديث معهم بقولى «أنا يهودى، وأريد منك أن تشرح لى.. » فإن ذلك لن ينجح، وبطريقته البديلة أجبر هؤلاء الشباب على إعادة النظر فى أفكارهم النمطية المسبقة عن اليهود. ثم ذهب جاريد من لبنان إلى سوريا ووجد الشباب هناك يستخدمون البلوتوث والكافيهات للتواصل، ثم ذهب منها للعراق ثم عاد إلى دمشق. وقرر كتابة كتاب عن رحلته بعنوان «أطفال الجهاد».
فى كتابه «أطفال الجهاد» يشير جاريد كوهين إلى أن الاتجاهات الديموغرافية الشرق أوسطية تبشر بتغيرات إيجابية فى العلاقات بين الولايات المتحدة الأمريكية والعالم الإسلامى. وأن العامل المهم بالنسبة لـ«كوهين» هو أن الشباب فى المنطقة مرتبطون ببعضهم البعض وبالعالم الخارجى بشكل لم يحدث قبل ذلك مطلقاً بفضل التكنولوجيا؛ وانتشار الاتصالات السهلة والرخيصة الذى قد يترجم إلى انفتاح كبير وتحرر سياسى ورغبة فى السلام والتعايش المشترك؛ كما تطرق فى الكتاب إلى دور التكنولوجيا فى إحداث الاضطرابات الاجتماعية.
هذا المفهوم الجديد للقوة عمل على صياغته علماء مراكز الدراسات الإستراتيجية والدولية تحت اسم «القوة الذكية» وهو مفهوم يدمج بين مفهومى القوة الناعمة والقوة الصلبة حيث يتم استخدام القوة الناعمة فى احتلال الدول بدلاً من القوة الصلبة التى تم استخدامها فى العراق وأفغانستان مما أسفر عن غضب عالمى، واستراتيجية القوة الناعمة عن طريق تجنيد جيل جديد من الطابور الخامس داخل الدول العربية ليقوموا بتفكيك دولهم وزعزعة استقرارها من الداخل وذلك بمساعدة التكنولوجيا بدلاً من تدخل قوات أجنبية لتقوم بهذه المهمة.
وسنة 2005 نشر كوهين مقالاً عن الثورة المخملية The Passive Revolution فى إيران بمجلة Hoover Digest التابعة لمؤسسة Hoover والتى تعتبر قريبة من الجمهوريين وخدمت ضد الاتحاد السوفيتى.
وبعد رحلاته وكتابه «أطفال الجهاد»، عمل كوهين عضواً فى طاقم تخطيط السياسات التابع لوزارة الخارجية الأمريكية من 2006 إلى 2010 وقد التحق بالوزارة فى عمر 24 سنة، الأمر الذى يجعله أصغر شخص يلتحق بمنصب رفيع فى وزارة الخارجية الأمريكية تحت رئاسة كونداليزا رايس التى كان كوهين على تواصل معها وهو مازال طالباً لم يتخرج بعد، وكان دور كوهين فى وزارة الخارجية إيجاد طرق جديدة لصرف الشباب عن العنف، وكوهين كان واحداً من القلائل الذين احتفظوا بمواقعهم بعد انتقال الوزارة إلى هيلارى كلينتون، وساعد فى تطوير ما صار معروفاً باسم «صناعة الدول فى القرن 21» ركز كوهين على مكافحة الإرهاب والتطرف، ودراسة شئون الشرق الأوسط وجنوب آسيا وتدريب الشباب على وسائل التكنولوجيا الحديثة. ركز على ربط كبار التنفيذيين فى شركات التكنولوجيا مع الزعامات المحلية فى العراق وروسيا والمكسيك والكونغو وسوريا، بهدف تطوير مبادرات حديثة ومبتكرة. وكوهين هو ثالث مسئول فى حكومة الولايات المتحدة الأمريكية له أكبر عدد من المتابعين لصفحته على تويتر بعد باراك أوباما وجون ماكين.
وفى 30 أبريل 2008 التقى جاريد كوهين بـ«داليا مجاهد» مستشارة أوباما لشئون العالم الإسلامى، فى مؤتمر نظمه معهد ميلكين Milken لبحث دراسة تحت عنوان «تغيير ديموجرافية العالم الإسلامى: الاستعداد للمستقبل».
كما ذكرت جريدة الشرق الأوسط بتاريخ 22 أبريل 2009:
خلال شهر أبريل 2009 استقبلت السفارة الأمريكية فى بغداد وفداً يرأسه «جاريد كوهين» مكوناً من متخصصين فى التكنولوجيا الحديثة تنفيذاً للاتفاقية الأمنية بين الإدارة الأمريكية والحكومة العراقية؛ ومن بين الشخصيات التى حلت ببغداد مؤسس ورئيس شركة « تويتر» جاك دورسى. كما التقى كوهين فى تلك الزيارة أيضاً بالرئيس العراقى الإخوانى الطالبانى.
أيضا، كان لـ«جاريد كوهين» دور بارز فى تأجيج الثورة الخضراء الإيرانية فى 2009 التى عرفت بثورة التويتر، أرسل كوهين إيميل إلى جاك دورسى مؤسس التويتر الذى كان يعتزم غلق الموقع للصيانة، متوسلاً إياه تأجيل صيانة الموقع إلى ما بعد انتهاء الثورة الإيرانية، وبالفعل تم تأجيل الصيانة لعدة ساعات واتهمت إيران الحكومة الأمريكية بالتدخل فى شئون الدولة الداخلية ودافعت أمريكا عن نفسها بالزعم أنها تدعم حرية التعبير.
يقول جاريد كوهين: «إن اليوتيوب هو أفضل من أى مخابرات يمكن أن نحصل عليها، لأن مواده توضع من قبل المستخدمين أنفسهم». ويكفى هذا التصريح لتعرف أنه يعمل لصالح أجهزة المخابرات المركزية الأمريكية والموساد وأنهم يستخدمون التكنولوجيا لاختراق الشعوب.
ومع ذلك فشل جاريد كوهين فى تحقيق خططه لتوجيه الشباب نحو الثورة المخملية فى إيران بعد فشل الثورة الخضراء بإيران عام 2009 وأصيب بالإحباط حتى كاد يلغى مشروعه لكنه نجح فى تونس ومصر وثورات الربيع العربى 2011 بعدها بسنتين مما جعله يعود لتكريس العمل لإنجاح مشاريعه.
والأغرب أن كوهين، قام كممثل لوزارة الخارجية الأمريكية، بزيارة سوريا فى خريف 2010، على رأس وفد أمريكى.
كما قام بزيارة للبحرين خلال شهر فبراير 2011 والتقى نائب رئيس مجلس الوزراء هناك الشيخ محمد آل خليفة.
وزار كذلك تونس وبالطبع كان لابد أن يأخذ صورة تذكارية مع والدة بو العزيزى المنتحر مفجر الثورة التونسية وما تبعها من ثورات أحرقت المنطقة.
السيدة لا تعرف من هو ولا تدرك شيئاً!!
وكذلك ذهب جاريد كوهين إلى ليبيا وتراه بالصورة يقف سعيداً على أطلال منزل العقيد معمر القذافى بعد قصفه بجيوش الناتو.
واستخدم الصفة نفسها (صفة ممثل وزارة الخارجية الأمريكية) حين تم إلقاء القبض عليه مساء 27 يناير 2011 برفقة وائل غنيم!
- وائل غنيم وباسم يوسف يعملان ضمن مشروع «ثورة الديمقراطيات الرقمية».. وبكار بدأ دراسة الماجستير ضمن مشروع أمريكى - صهيونى تطلق عليه المخابرات اسم إعادة صناعة الدول
- نائب رئيس حزب النور يوقع عقد الزواج السرى مع أمريكا ويطرح السلفيين بديلاً للإخوان
- طارق الدسوقى وبسام الزرقا وطلعت مرزوق ضمن عشر قيادات سلفية تستعد المخابرات الأمريكية لتجنيدهم
- جوزيف صموئيل أستاذ العلوم السياسية ورئيس مجلس الاستخبارات الوطنى ضمن أساتذة الجامعة.. ومنح هارفارد ليست هبة مجانية
«ماذا يفعل باسم يوسف ووائل غنيم ونادر بكار فى جامعة «هارفارد» الأمريكية؟».
بهذا العنوان نشرت شبكة CNN الأمريكية تقريراً على موقعها الإلكترونى يوم الاثنين 20 يوليو 2015 جاء فيه: لحق نائب رئيس حزب «النور» المصرى نادر بكار، بالإعلامى الساخر باسم يوسف، والناشط وائل غنيم فى جامعة «هارفارد» الأمريكية.
وكتب بكار عبر حسابه فى موقع «تويتر»، ضمن تهنئة بعيد الفطر، إنه بدأ دراسة ماجستير فى الإدارة الحكومية بمنحة جامعة هارفارد.
والأسبوع الماضى، أعلن معهد «آش» للحكم الديمقراطى والابتكار بكلية كينيدى لشئون الحكم فى جامعة هارفارد، أن الناشط المصرى وائل غنيم سيعمل «كبير زملاء» فى المعهد.
وذكر المعهد فى بيان على موقعه الإلكترونى، أن «أبحاث غنيم سوف تركز على كيفية استخدام التكنولوجيا، فى إنشاء مساحة للمواطنين المهتمين بالشأن العام والخبراء وصناع الرأى والأكاديميين والمسئولين للتشارك فى مناقشات تتعلق بالقضايا الاجتماعية والسياسية والاقتصادية التى تواجه مجتمعاتنا».
وقال أستاذ العلاقات الدولية فى الكلية الدكتور طارق مسعود إن «غنيم رمز لقدرة التكنولوجيا على تمكين المواطنين وخلق مجتمعات تعمل بصورة جماعية لإثارة التغيير الاجتماعى».
وظهر وائل غنيم، الذى عمل مديراً إقليمياً فى شركة «جوجل»، كأحد أبرز الوجوه، فى مظاهرات 25 يناير 2011، فى مصر، حيث شارك فى تأسيس صفحة «كلنا خالد سعيد» التى دعت إلى المظاهرات.
وسبق الإعلامى المصرى الساخر باسم يوسف، وائل وغنيم ونادر بكار، بالانضمام إلى الجامعة، فى فبراير الماضى، بعد توقف برنامج «البرنامج» الذى كان يقدمه من مصر.
وانضم يوسف إلى معهد السياسة بكلية «جون كيندى» فى جامعة «هارفارد» للعمل كـ«زميل مقيم»، ومهمته بحسب موقع المعهد هى «التواصل مع الطلاب، وإدارة وقيادة مجموعات دراسية أسبوعية، وحلقات نقاشية عن القضايا السياسية الجارية».
انتهى تقرير شبكة CNN الذى تجاهل أن بلال فضل سبق له الحصول على منحة لدراسة السينما فى الولايات المتحدة أيضاً.. وما كاد الخبر ينتشر حتى ثار جدل كثير وكثيف وتراشقت أطراف عديدة الاتهامات، تاركة أصل الموضوع أو الشخص الرئيسى المحرك لتلك المنح التى بدا واضحاً أنها تختار بعناية من تذهب إليهم.
منذ سنة 2008 وبعد فشل العمليات العسكرية الأمريكية فى أفغانستان والعراق وصدور توصيات لجنة بيكر هاملتون لتعديل الخطة الأمريكية للمنطقة للحد من الخسائر العسكرية والبشرية والمالية للحروب، توصل مجموعة من الخبراء والباحثين الاستراتيجيين من الحزبين الجمهورى والديمقراطى وتحت إشراف معهد الدراسات الدولية والاستراتيجية CSIS إلى صيغة جديدة تقوم على دمج وتناغم سياسات القوة الصلبة والقوة الناعمة فى إطار معادلة واحدة أطلقوا عليها «القوة الذكية Smart power» ومعناها تسخير كل الأدوات التى تتوفر لدى الولايات المتحدة الأمريكية سواء الاقتصادية والعسكرية والسياسية والقانونية والثقافية والإعلامية، والبحث عن الأداة الملائمة من بين هذه الأدوات بما يتناسب مع كل وضع دولى.
وقامت لجنة تخطيط السياسات فى الخارجية الأمريكية بالتنسيق مع الجهات الأخرى فى الإدارة الأمريكية، ببلورة سياسات جديدة تم وضعها قيد التطبيق منذ سنوات فى إطار مشروعين، الأول مشروع Century statecraft st21 أو صناعة الدول فى القرن الحادى والعشرين بهدف إحداث التغييرات فى البنى السياسية لبعض الدول من خلال توظيف تكنولوجيا الاتصال والإعلام عبر تشكيل قوى سياسية ومدنية وشبابية فى ساحة الخصم تؤمن بالأفكار والقيم والسياسات الأمريكية ويتم التواصل معها عبر الإنترنت ووسائل الإعلام، ويمكن ترميز هذا المشروع بما أطلقوا عليه إعلامياً بثورة الديمقراطيات الرقمية.
أما المشروع الثانى فأطلقوا عليه Diverting The Radicalization Track ويقوم على «إعادة توجيه مضمار التطرف ويعنى الاتصال بالبيئة السياسية للجماعات والنظم المتطرفة والمعادية، وفتح حوارات معها عبر جهات ثالثة أو من خلال واجهات مدنية والسعى لتوجيه زخمها وامتصاص عنفها وتحويل حراكها وإشراكها فى إطار اللعبة الديمقراطية بما يخدم المشروع الأمريكى.
وساعد على إرساء وتصميم هذين المشروعين شخص اسمه جاريد كوهين!!
نعم، جاريد كوهين مدير قسم جوجل للأفكار google idea ورئيس قسم تخطيط السياسات فى الخارجية الأمريكية وقبل ذلك كله صديق وائل غنيم الذى كان معه فى أحد كافيهات القاهرة لحظة إلقاء القبض عليه مساء يوم 27 يناير 2011.
نحن أمام منتج جديد مبتكر ومشتق من روح الحرب الباردة ولكن بغلاف جديد وبتقنيات وآليات وسياسات ومشاريع جديدة وموجه إلى جمهور جديد وبمواجهة عقيدة جديدة هى الإسلام وضد بلدان وقوى جديدة، وضع إطاره النظرى «جوزيف ناى» تاركاً الجانب التطبيقى للأجهزة والوكالات ومراكز الأبحاث باعتبار أنه كان وقتها يشغل منصباً أكاديمياً هو عميد كلية كيندى للدراسات الحكومية فى جامعة هارفارد.
وتتلخص نظرية جوزيف ناى فى أننا عندما نجعل الآخرين يعجبون بالمُثل التى نؤمن بها، ونجعلهم يريدون ما نريد فإننا لن نضطر إلى الإنفاق كثيراً على موارد السياسات التقليدية -العصا والجزرة- أى على عوامل الإرغام العسكرى والإغراء الاقتصادى. ومن أهم المثل الأمريكية التى لها قدرة على تحريك وجذب الآخرين نحونا الديمقراطية وحقوق الإنسان وإتاحة الفرص للأفراد.
وأضاف أن القوة تنقسم إلى ثلاثة أشكال وأنواع «القوة الاقتصادية والقوة الصلبة العسكرية والقوة الناعمة» وعلى هذا الأساس فالقوة الصلبة لا تنفصل عن القوة الناعمة والقوة الاقتصادية، فهذه القوى الثلاث تشكل أبعاد وزوايا القوة والتفوق والهيمنة والسيطرة فى السياسة الدولية. وينبغى لمن يتصدى للعمل فى الاستراتيجيات والسياسات الدولية أن يعرف أن «جدول أعمال السياسة العالمية قد أصبح اليوم مثل لعبة الشطرنج ثلاثية الأبعاد لا يمكن الفوز بها إلا إذا لُعبت بطريقة عمودية وأفقية». ومشكلة بعض اللاعبين والزعماء أنهم لا يستطيعون اللعب إلا فى اتجاه أو بعد واحد، أى إما إعلان وشن الحروب العسكرية أو فرض العقوبات الاقتصادية.
وتابع بأن سياق القوة قد تغير بفعل عوامل لها صلة بالعولمة وانتشار وسائل الإعلام والاتصال والمعلومات ويقظة المشاعر القومية والإقليمية وعدم ردعية السلاح النووى وضمور وضعف شهوة الغزو والاستعمار العسكرى لدى الدول الكبرى ما أدى إلى تغيير وتبدل فى أشكال القوة، لأن معادلات القوة لا تعمل إلا فى السياق والإطار الذى توجد فيه علاقات وموازين القوة. فالدبابة لا تصلح لحرب المستنقعات والغابات، والصاروخ والمدفعية لا يصلحان لجذب وكسب الآخرين. ومن ناحية أخرى القوة الناعمة هى الأكفأ والأكثر فاعلية فى عالم اليوم على توفير القدرة على التأثير فى سلوك الآخرين للحصول على النتائج والأهداف المرجوة بدون الاضطرار إلى الاستعمال المفرط للعوامل والوسائل العسكرية، وهى الأقدر على تشكيل تفضيلات وخيارات الآخرين وجدول أعمال الآخرين السياسى، وكل دولار يُصرف فى مجالات القوة الناعمة أفضل وأجدى بأضعاف من صرف 100 فى مجالات القوة الصلبة.
كان جاريد كوهين يشغل منصب مستشار رئيس مجلس الإدارة التنفيذى فى شركة جوجل. كما عمل فى مجلس العلاقات الخارجية.. وكان عضواً فى فريق تخطيط السياسات بوزارة الخارجية ومستشاراً مقرباً لكل من كونداليزا رايس وهيلارى كلينتون.
وكوهين أجرى بحوثاً فى العديد من الدول وله أربعة كتب، كان آخرها «العصر الرقمى الجديد: تحول الأمم، والأعمال، وحياتنا»، والذى شارك فى تأليفه الرئيس التنفيذى لجوجل إريك شميت.
فى عام 2013، تم اختياره واحداً من «أكثر 100 شخصية مؤثرة فى العالم» من مجلة تايم، كما أدرجته مجلة «فورين بوليسى» كواحد من أهم «100 مفكر عالمى»، واختارته صحيفة واشنطن بوست وكلية هارفارد كيندى للإدارة الحكومية كواحد من «أفضل ستة قادة فى أمريكا»!!
ولأن الشىء بالشىء يذكر، يكون مهماً أن نتوقف عند جوزيف صموئيل ناى، أستاذ العلوم السياسية والعميد السابق لكلية كيندى بجامعة هارفارد.. وهو نفسه الذى أسس بالاشتراك مع روبرت كوهين، مركز الدراسات الليبرالية الجديدة فى العلاقات الدولية.. وتولى عدة مناصب رسمية منها مساعد وزير الدفاع للشئون الأمنية الدولية فى حكومة بل كلينتون ورئيس مجلس الاستخبارات الوطنى.
فى عام 2005 تم اختياره كواحد من أفضل عشرة مفكرين فى العالم فى مجال العلاقات الدولية. ويمكن القول إن ناى هو المنظر الرئيسى للقوة الناعمة، اشتهر بابتكاره مصطلحى القوة الناعمة والقوة الذكية وشكلت مؤلفاته مصدراً رئيسياً لتطوير السياسة الخارجية الأمريكية فى عهد باراك أوباما.
علاقة حزب النور بالولايات المتحدة تتضح كل يوم أكثر فأكثر.
وسبق أن تناولنا بكثير من التفاصيل لقاءات جمعت قيادات الحزب بالسفير أو السفيرة، كما سبق أن كشفنا عن لقاءات أثارت الكثير من الجدل، عقدها مسئولون بالحزب مع عناصر تابعة للمخابرات المركزية الأمريكية! ولا يخفى على أحد أن السلفيين يحاولون نيل الرضا الأمريكى ليكونوا بديلاً للإخوان فى المشهد السياسى!!
لذلك، فإن المنح المجانية للدراسة فى جامعة هارفارد، لم تكن مفاجأة، وليست مفاجأة أيضاً أن نادر بكار هو أول من وقع عليه الاختيار للحصول على المنحة، لكنه لن يكون الأخير،وأن الفترة المقبلة ستشهد اختيار قيادات أخرى للسفر إلى أمريكا، مثل طارق الدسوقى وبسام الزرقا، وطلعت مرزوق، والهدف الحقيقى من وراء تلك المنح هو فتح قنوات اتصال فعّالة بين الإدارة الأمريكية وحزب النور، تلتزم فيها الإدارة الأمريكية بتقديم الدعم المعنوى والمادى للحزب أولاً بأول، حتى يتمكن من تحقيق نسبة مطمئنة فى الانتخابات البرلمانية المقبلة.
ليست فى الأمر أى مفاجأة، بل جاء حصول نادر بكار على منحة للدراسة بجامعة هارفارد، ليؤكد «الزواج السرى» بين أمريكا وحزب النور، ويكشف أن الولايات المتحدة تراهن على السلفيين، وتحاول بقوة زرعهم فى دوائر صنع القرار داخل مؤسسات الدولة، ظناً منها أنهم قادرون على تنفيذ ما عجز عنه الإخوان!!
ومرة أخرى، نقف عند جاريد كوهين الذى ذكرت معلومات مؤكدة أنه كان بصحبه وائل غنيم حين تم إلقاء القبض عليه مساء يوم 27 يناير 2011.
كوهين الذى يحمل الجنسيتين الأمريكية والإسرائيلية كان وقتها يشغل موقع مدير أفكار شركة جوجل وفى الوقت نفسه يعمل فى مجلس العلاقات الخارجية الأمريكية CFR المعروف بعلاقاته مع المحافظين الجدد المتحكمين فى سياسات الولايات المتحدة.
وقبلها، كان كوهين هو أصغر المستشارين فى مكتب وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس ثم بعدها هيلارى كلينتون، وأبرز أعضاء برنامج جيل جديد بمنظمة فريدوم هاوس وهو كذلك مؤسس منظمة «تحالف حركات الشباب» AYM تحت رعاية وتمويل وزارة الخارجية الأمريكية.
وطبقاً للمنشور على موقع تلك المنظمة، منظمة تحالف حركات الشباب «AYM»، فهى ترعى نشر الديمقراطية الأمريكية فى العالم واستقبلت أعضاء من جميع أنحاء العالم العربى عام 2008 لتدريبهم ودعمهم لتنفيذ دراسات مراكز السياسات الخارجية الأمريكية باسم الحرية والديمقراطية والسلام.
وكان كوهين -كما أشرنا- موجوداً فى مصر يوم 27 يناير 2011 مع وائل غنيم وكان هذا هو سبب القبض على غنيم وهى المعلومة التى أكدها كوهين بنفسه حين كتب على حسابه الشخصى على تويتر أنه وصل إلى القاهرة!!
الشاب الأمريكى الإسرائيلى الذى درس فى جامعة هارفارد، تفاعل أثناء دراسته مع المجتمعات العربية وقام بعدة رحلات لدول عربية واختلط بالمجتمع العربى دون أن يخبر بيهوديته حيث إنه مجيد للغة العربية، سافر كوهين إلى إيران والتقى بالشباب هناك ووجد أن الشباب لهم شخصية مزدوجة فهم فى الليل يذهبون للحفلات ويرقصون ويشربون الخمر، وذهب من إيران لبيروت والتقى هناك بشباب من حزب الله فى ماكدونالدز، والتقى بقادة من فتح (اللواء منير مقدح) حيث اصطحبه إلى مخيم للاجئين الفلسطينيين بلبنان، والتقى بشباب من حماس وسألهم ماذا ستفعلون لو التقيتم بيهودى فقال أحدهم سنقطع رأسه، (كوهين لا يخبرهم أنه يهودى ويتحدث العربية ويعرف نفسه على أنه أمريكى) وبالرغم من ذلك تواصل جاريد مع هؤلاء الشباب وسألهم عن أى وسائل التواصل الاجتماعى يفضلون وعن نوع البنات الذى يرونه جذاباً وعن طموحاتهم لمستقبلهم الشخصى والرياضة التى يحبون وعدة تفاصيل تهمه فى دراساته وبعد أن يمضى معهم فترة ويختلط بهم يخبرهم بديانته ولكنهم كانوا «عاشروه» فلم يتغير موقفهم منه، ويقول لو بدأت الحديث معهم بقولى «أنا يهودى، وأريد منك أن تشرح لى.. » فإن ذلك لن ينجح، وبطريقته البديلة أجبر هؤلاء الشباب على إعادة النظر فى أفكارهم النمطية المسبقة عن اليهود. ثم ذهب جاريد من لبنان إلى سوريا ووجد الشباب هناك يستخدمون البلوتوث والكافيهات للتواصل، ثم ذهب منها للعراق ثم عاد إلى دمشق. وقرر كتابة كتاب عن رحلته بعنوان «أطفال الجهاد».
فى كتابه «أطفال الجهاد» يشير جاريد كوهين إلى أن الاتجاهات الديموغرافية الشرق أوسطية تبشر بتغيرات إيجابية فى العلاقات بين الولايات المتحدة الأمريكية والعالم الإسلامى. وأن العامل المهم بالنسبة لـ«كوهين» هو أن الشباب فى المنطقة مرتبطون ببعضهم البعض وبالعالم الخارجى بشكل لم يحدث قبل ذلك مطلقاً بفضل التكنولوجيا؛ وانتشار الاتصالات السهلة والرخيصة الذى قد يترجم إلى انفتاح كبير وتحرر سياسى ورغبة فى السلام والتعايش المشترك؛ كما تطرق فى الكتاب إلى دور التكنولوجيا فى إحداث الاضطرابات الاجتماعية.
هذا المفهوم الجديد للقوة عمل على صياغته علماء مراكز الدراسات الإستراتيجية والدولية تحت اسم «القوة الذكية» وهو مفهوم يدمج بين مفهومى القوة الناعمة والقوة الصلبة حيث يتم استخدام القوة الناعمة فى احتلال الدول بدلاً من القوة الصلبة التى تم استخدامها فى العراق وأفغانستان مما أسفر عن غضب عالمى، واستراتيجية القوة الناعمة عن طريق تجنيد جيل جديد من الطابور الخامس داخل الدول العربية ليقوموا بتفكيك دولهم وزعزعة استقرارها من الداخل وذلك بمساعدة التكنولوجيا بدلاً من تدخل قوات أجنبية لتقوم بهذه المهمة.
وسنة 2005 نشر كوهين مقالاً عن الثورة المخملية The Passive Revolution فى إيران بمجلة Hoover Digest التابعة لمؤسسة Hoover والتى تعتبر قريبة من الجمهوريين وخدمت ضد الاتحاد السوفيتى.
وبعد رحلاته وكتابه «أطفال الجهاد»، عمل كوهين عضواً فى طاقم تخطيط السياسات التابع لوزارة الخارجية الأمريكية من 2006 إلى 2010 وقد التحق بالوزارة فى عمر 24 سنة، الأمر الذى يجعله أصغر شخص يلتحق بمنصب رفيع فى وزارة الخارجية الأمريكية تحت رئاسة كونداليزا رايس التى كان كوهين على تواصل معها وهو مازال طالباً لم يتخرج بعد، وكان دور كوهين فى وزارة الخارجية إيجاد طرق جديدة لصرف الشباب عن العنف، وكوهين كان واحداً من القلائل الذين احتفظوا بمواقعهم بعد انتقال الوزارة إلى هيلارى كلينتون، وساعد فى تطوير ما صار معروفاً باسم «صناعة الدول فى القرن 21» ركز كوهين على مكافحة الإرهاب والتطرف، ودراسة شئون الشرق الأوسط وجنوب آسيا وتدريب الشباب على وسائل التكنولوجيا الحديثة. ركز على ربط كبار التنفيذيين فى شركات التكنولوجيا مع الزعامات المحلية فى العراق وروسيا والمكسيك والكونغو وسوريا، بهدف تطوير مبادرات حديثة ومبتكرة. وكوهين هو ثالث مسئول فى حكومة الولايات المتحدة الأمريكية له أكبر عدد من المتابعين لصفحته على تويتر بعد باراك أوباما وجون ماكين.
وفى 30 أبريل 2008 التقى جاريد كوهين بـ«داليا مجاهد» مستشارة أوباما لشئون العالم الإسلامى، فى مؤتمر نظمه معهد ميلكين Milken لبحث دراسة تحت عنوان «تغيير ديموجرافية العالم الإسلامى: الاستعداد للمستقبل».
كما ذكرت جريدة الشرق الأوسط بتاريخ 22 أبريل 2009:
خلال شهر أبريل 2009 استقبلت السفارة الأمريكية فى بغداد وفداً يرأسه «جاريد كوهين» مكوناً من متخصصين فى التكنولوجيا الحديثة تنفيذاً للاتفاقية الأمنية بين الإدارة الأمريكية والحكومة العراقية؛ ومن بين الشخصيات التى حلت ببغداد مؤسس ورئيس شركة « تويتر» جاك دورسى. كما التقى كوهين فى تلك الزيارة أيضاً بالرئيس العراقى الإخوانى الطالبانى.
أيضا، كان لـ«جاريد كوهين» دور بارز فى تأجيج الثورة الخضراء الإيرانية فى 2009 التى عرفت بثورة التويتر، أرسل كوهين إيميل إلى جاك دورسى مؤسس التويتر الذى كان يعتزم غلق الموقع للصيانة، متوسلاً إياه تأجيل صيانة الموقع إلى ما بعد انتهاء الثورة الإيرانية، وبالفعل تم تأجيل الصيانة لعدة ساعات واتهمت إيران الحكومة الأمريكية بالتدخل فى شئون الدولة الداخلية ودافعت أمريكا عن نفسها بالزعم أنها تدعم حرية التعبير.
يقول جاريد كوهين: «إن اليوتيوب هو أفضل من أى مخابرات يمكن أن نحصل عليها، لأن مواده توضع من قبل المستخدمين أنفسهم». ويكفى هذا التصريح لتعرف أنه يعمل لصالح أجهزة المخابرات المركزية الأمريكية والموساد وأنهم يستخدمون التكنولوجيا لاختراق الشعوب.
ومع ذلك فشل جاريد كوهين فى تحقيق خططه لتوجيه الشباب نحو الثورة المخملية فى إيران بعد فشل الثورة الخضراء بإيران عام 2009 وأصيب بالإحباط حتى كاد يلغى مشروعه لكنه نجح فى تونس ومصر وثورات الربيع العربى 2011 بعدها بسنتين مما جعله يعود لتكريس العمل لإنجاح مشاريعه.
والأغرب أن كوهين، قام كممثل لوزارة الخارجية الأمريكية، بزيارة سوريا فى خريف 2010، على رأس وفد أمريكى.
كما قام بزيارة للبحرين خلال شهر فبراير 2011 والتقى نائب رئيس مجلس الوزراء هناك الشيخ محمد آل خليفة.
وزار كذلك تونس وبالطبع كان لابد أن يأخذ صورة تذكارية مع والدة بو العزيزى المنتحر مفجر الثورة التونسية وما تبعها من ثورات أحرقت المنطقة.
السيدة لا تعرف من هو ولا تدرك شيئاً!!
وكذلك ذهب جاريد كوهين إلى ليبيا وتراه بالصورة يقف سعيداً على أطلال منزل العقيد معمر القذافى بعد قصفه بجيوش الناتو.
واستخدم الصفة نفسها (صفة ممثل وزارة الخارجية الأمريكية) حين تم إلقاء القبض عليه مساء 27 يناير 2011 برفقة وائل غنيم!