ياسر بركات يكتب عن: انفجار ديناميت التجسس بين الرياض وقصر الإليزيه!
وكالة الأمن القومى الأمريكى داخل غرف نوم الرؤساء!
انفجار ديناميت التجسس بين الرياض وقصر الإليزيه!
إعصار «ويكليكس» ضرب المملكة العربية السعودية بعد زيارة ناجحة قام بها ولى ولى العهد إلى روسيا.. وعملية إرهابية تضرب فرنسا بعد زيارته الأكثر نجاحاً إلى فرنسا! وبين الزيارتين: زيارة موسكو وزيارة باريس 72 ساعة.. وبين العملية الإرهابية الأخيرة فى «ليون» واعتداءات باريس نحو ستة أشهر!
الاعتداءات التى شهدتها باريس فى الأسبوع الأول من يناير الماضى خلّفت 18 قتيلاً بينما الهجوم الذى شنه الإرهابيون على مصنع «ار بروداكت» الأمريكى للغاز فى منطقة سان كانتان فالافيى فى ليون، أسفر عن سقوط قتيل وجريحين، قبل اعتقال سلفى يدعى ياسين صالحى للاشتباه فى أنه منفذ الهجوم.
والهجوم الأخير، جاء رغم تأكيد أجهزة الأمن الفرنسية أنها فى حالة تأهب قصوى وأنها تمكنت قبل ذلك من إفشال اعتداءات عديدة، آخرها كان يستهدف كنيسة أو أكثر فى ضاحية «فيل جويف» قرب باريس فى أبريل الماضى، واعتقال مشبوه جزائرى يدعى سيد أحمد غلام.
وكما أعادت تسريبات «ويكيليكس» الخاصة بالمملكة، طرح السؤال المتكرر منذ بداية آيان أسانج وتسريباته، حول أبعاد المؤامرة التى لم تتضح خيوطها وأسرارها إلى الآن؟! أعادت التفجيرات الإرهابية السؤال المتكرر أيضا عن الجهات وأجهزة المخابرات التى تدعم الإرهابيين وتستخدمهم؟! مع إعادة النظر إلى الأدوار التى يلعبونها والإمكانيات العالية التى ثبت أنهم يمتلكونها، بل وظهر ما يشير إلى أنها إمكانيات غير متاحة إلا لدول أو منظمات تعمل لحساب دول؛ وهو ما يجعلنا نقف أمام مؤامرة خطيرة تحرِّك الأحداث وَفْقَ منظومة عملٍ وأهداف محدَّدة، منها تغيير الأدوار وتأسيس قواعد لعبة جديدة.
اثنتان وسبعون ساعة مرت كما قلنا على زيارة ولى ولى العهد السعودى إلى موسكو، لنجده فى زيارة رسمية إلى باريس، وهو التوقيت الذى يكشف بوضوح سياسات السعودية، خاصة فى وجود مؤشرات واضحة على استعداد موسكو تغيير مواقفها من سوريا، مع ظهور مرونة فى موقفها تجاه اليمن.
ولا شك فى أن زيارة فرنسا تضع المملكة على مسار تعاونى جديد، يؤكّد رغبتها فى المضى نحو التكامل فى عالم لا يتكلم إلا بلغة التحالفات والتكتلات والمصالح المتقاطعة.
ومن وزير الخارجية الفرنسى، لوران فابيوس، عرفنا أن بلاده وقعّت مع السعودية على صفقات بقيمة 12 مليار دولار. ثم عرفنا أن الصفقات تتضمن 23 طائرة إيرباص، وطائرات عمودية من نوع أش 145 بقيمة 500 مليون دولار. وأن السعودية تعتزم إنشاء مفاعلين نوويين، مع شركة أريفا.
ترشيح السعودية كحليف نموذجى لفرنسا له ما يبرره؛ فالسعودية، التى تعتمد بشكل رئيسى على القوة الجوية كأساس لقدراتها العسكرية، تمتلك أكثر من ربع مليون جندى، و977 طائرة حربية من الجيل الرابع، و368 هيلوكوبتر، بالإضافة إلى قاعدة صواريخ بُنيت وجُهزت بأحدث التقنيات الموجودة فى العالم. وتمتلك أيضًا بنية تحتية للصناعة العسكرية يمكن أن تتطور إلى رافد مهم للتوازن الاستراتيجى فى المنطقة.
ويعتبر مستوى الإنفاق العسكرى السعودى من بين المستويات الأعلى فى العالم، وهذا ينسحب على التدريب. وتتمتع السعودية ببنية تحتية قوية للصيانة والتحديث، وإن كان ذلك لا يلبى كافة احتياجاتها الأمنية، إلا أنه يعطيها هامشًا عاليًا للتحرك والتمدد، بالإضافة إلى قوة ردع إقليمية. وتعتبر فرنسا الشريك الثالث للسعودية بعد بريطانيا وأمريكا فى المجال العسكرى، فيما شهدت العلاقات الاقتصادية تطوراً كبيراً حيث تضاعف التعاون الاقتصادى بينهما إلى 8.7 مليار يورو، فيما تعتبر فرنسا بالنسبة إلى المملكة المورد الرئيسى للنفط، وهى ثالث أكبر الدول المستثمرة فى السعودية.
كما تمتلك السعودية بنية تحتية لمكافحة الإرهاب، وتختلف تجهيزاتها وتقنياتها عن الحاجات الأمنية التقليدية.
وتجربة السعودية المتميزة فى مكافحة الإرهاب، تشكّل نموذجًا يُحتذى. وهذا ما دفع خبراء مكافحة الإرهاب والضباط المختصين فى الكثير من الدول المتقدمة، كفرنسا وإيطاليا وأسبانيا وبريطانيا وألمانيا وغيرها، إلى القدوم إلى الرياض من أجل الوقوف على هذه التجربة الاستثنائية.
كما أنها تمتلك عوامل أخرى تعزز من جاذبيتها للتحالف، كون اقتصادها الأكبر فى المنطقة، وعضويتها فى مجموعة العشرين، ودورها المحورى فى سوق الطاقة. بالإضافة إلى كل ما سبق، فإن كلا البلدين قد مرّ بتجربة «تعايش النفوذ» فى لبنان، ولا تشير المعطيات القائمة حاليًا إلى وجود ما يمنع من تكرار تجربة تعايش النفوذ فى سوريا، والمنطقة. ويدعم ذلك اصطفافهما معاً ضد النفوذ الإيرانى فى لبنان وسوريا خاصة، والعالم العربى عامة.
كما أن فرنسا، ذات التقاليد الديجولية، دولة نموذجية لتتحالف معها السعودية بغرض إحداث توازن استراتيجى فى المنطقة، بشكل خاص، ومع الولايات المتحدة بشكل عام.
ويعود ذلك لكون فرنسا الديجولية تفخر باستقلالها عن أمريكا، من جهة، ومن جهة أخرى تعرف أنها متضررة، كالسعودية، من أى اتفاق محتمل لاقتسام النفوذ بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران.
وغير العملية الإرهابية، انفجر بركان تسريبات جديد، أو فضيحة تجسس جديدة من العيار الثقيل، وظهرت وثائق عن تجسس الاستخبارات الأمريكية على تليفونات مسئولين فرنسيين، بمن فيهم الرئيس فرانسوا هولاند.. بل وعلى رئيسين سبقاه!
وبناء على ذلك أعلن قصر الإليزيه فى بيان صدر بعد اجتماع طارئ عقده صباح الأربعاء 24 يونيو الرئيس الفرنسى فرنسوا هولاند مع أعضاء مجلس الدفاع الفرنسى، أن باريس تعتبر التجسس الأجنبى عليها أمراً مرفوضاً ولن تتسامح مع أية أنشطة تهدد أمنها.
والبيان طبعاً، أعاد إلى الأذهان أن السلطات الأمريكية التزمت فى أواخر عام 2013، بعد تسريبات صحفية سابقة عن التجسس الأمريكى على مؤسسات حكومية فرنسية، بالتخلى عن عمليات التنصت الإلكترونى على حلفائها.
لكن ما مدى خطورة هذا التسريبات؟!
تحت عنوان «التجسس على الإليزيه»، نشر موقع ويكيليكس وثائق مسربة، الثلاثاء 23 يونيو، تفيد أن وكالة الأمن القومى الأمريكى تجسست على جاك شيراك وساركوزى وهولاند.
وأكد موقع ويكيليكس أن الوثائق تثبت مراقبة الوكالة الأمريكية لاتصالات هولاند الذى يشغل منصب الرئاسة الفرنسية منذ عام 2012 وحتى الوقت الراهن إضافة إلى وزراء فى الحكومة الفرنسية والسفير الفرنسى فى الولايات المتحدة. وأشار ويكيليكس إلى أن الوثائق تتضمن أرقام الهواتف المحمولة لعدد من المسئولين فى القصر الرئاسى الفرنسى بما فى ذلك الهاتف المحمول المباشر للرئيس، كما تضمنت الوثائق ملخصات لمحادثات بين مسئولى الحكومة الفرنسية بشأن الأزمة المالية الدولية وأزمة الديون اليونانية والعلاقات بين إدارة هولاند وحكومة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.
وبالطبع فإن التجسس على فرنسا، أعادت إلى الأذهان فضيحة تجسس الولايات المتحدة على حليفتها ألمانيا، والتى تم الكشف عنها سنة 2013 عبر وثائق سربها العميل السابق لوكالة الأمن القومى إدوارد سنودن والتى كشفت قيام المخابرات الأمريكية بنشاط واسع للتنصت الإلكترونى بما فى ذلك على مكالمات المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وعلى مؤسسات الدولة ومقرات الحكومة فى ألمانيا.
المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل كانت علقت آنذاك على تجسس الولايات المتحدة على هاتفها المحمول بالقول: «لا يجوز التصنت على الأصدقاء»، فيما لم تصل التحقيقات الألمانية فى القضية إلى أى شىء حيث أعلنت النيابة العامة الفدرالية منتصف الشهر الجارى طى ملف التحقيق لأن مثل هذه «الاتهامات لا يمكن إثباتها فى إطار القانون الجنائى».
وكشفت وثائق سنودن قبل ذلك قيام وكالة الأمن القومى الأمريكية بتجسس واسع النطاق ولا علاقة له بمحاربة الإرهاب على اتصالات الفرنسيين، واتصالات الرئيس المكسيكى إنريكى بينيا نييتو وسلفه فيليبى كالديرون، وعلى رئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون وقادة البرازيل وتركيا.
السؤال الآن، هل هناك علاقة بين نتائج زيارة ولى ولى العهد السعودى لروسيا، وبين سيل تسريبات ويكيليكس الخاص بالمملكة؟!
وهل هناك علاقة بين زيارته لفرنسا وبين العملية الإرهابية؟! أو بينها وبين ظهور تسريبات فضيحة التجسس؟!
والإجابة ستكون فى الوضوح لو كان المستفيد فى الحالتين واحدا!.
انفجار ديناميت التجسس بين الرياض وقصر الإليزيه!
إعصار «ويكليكس» ضرب المملكة العربية السعودية بعد زيارة ناجحة قام بها ولى ولى العهد إلى روسيا.. وعملية إرهابية تضرب فرنسا بعد زيارته الأكثر نجاحاً إلى فرنسا! وبين الزيارتين: زيارة موسكو وزيارة باريس 72 ساعة.. وبين العملية الإرهابية الأخيرة فى «ليون» واعتداءات باريس نحو ستة أشهر!
الاعتداءات التى شهدتها باريس فى الأسبوع الأول من يناير الماضى خلّفت 18 قتيلاً بينما الهجوم الذى شنه الإرهابيون على مصنع «ار بروداكت» الأمريكى للغاز فى منطقة سان كانتان فالافيى فى ليون، أسفر عن سقوط قتيل وجريحين، قبل اعتقال سلفى يدعى ياسين صالحى للاشتباه فى أنه منفذ الهجوم.
والهجوم الأخير، جاء رغم تأكيد أجهزة الأمن الفرنسية أنها فى حالة تأهب قصوى وأنها تمكنت قبل ذلك من إفشال اعتداءات عديدة، آخرها كان يستهدف كنيسة أو أكثر فى ضاحية «فيل جويف» قرب باريس فى أبريل الماضى، واعتقال مشبوه جزائرى يدعى سيد أحمد غلام.
وكما أعادت تسريبات «ويكيليكس» الخاصة بالمملكة، طرح السؤال المتكرر منذ بداية آيان أسانج وتسريباته، حول أبعاد المؤامرة التى لم تتضح خيوطها وأسرارها إلى الآن؟! أعادت التفجيرات الإرهابية السؤال المتكرر أيضا عن الجهات وأجهزة المخابرات التى تدعم الإرهابيين وتستخدمهم؟! مع إعادة النظر إلى الأدوار التى يلعبونها والإمكانيات العالية التى ثبت أنهم يمتلكونها، بل وظهر ما يشير إلى أنها إمكانيات غير متاحة إلا لدول أو منظمات تعمل لحساب دول؛ وهو ما يجعلنا نقف أمام مؤامرة خطيرة تحرِّك الأحداث وَفْقَ منظومة عملٍ وأهداف محدَّدة، منها تغيير الأدوار وتأسيس قواعد لعبة جديدة.
اثنتان وسبعون ساعة مرت كما قلنا على زيارة ولى ولى العهد السعودى إلى موسكو، لنجده فى زيارة رسمية إلى باريس، وهو التوقيت الذى يكشف بوضوح سياسات السعودية، خاصة فى وجود مؤشرات واضحة على استعداد موسكو تغيير مواقفها من سوريا، مع ظهور مرونة فى موقفها تجاه اليمن.
ولا شك فى أن زيارة فرنسا تضع المملكة على مسار تعاونى جديد، يؤكّد رغبتها فى المضى نحو التكامل فى عالم لا يتكلم إلا بلغة التحالفات والتكتلات والمصالح المتقاطعة.
ومن وزير الخارجية الفرنسى، لوران فابيوس، عرفنا أن بلاده وقعّت مع السعودية على صفقات بقيمة 12 مليار دولار. ثم عرفنا أن الصفقات تتضمن 23 طائرة إيرباص، وطائرات عمودية من نوع أش 145 بقيمة 500 مليون دولار. وأن السعودية تعتزم إنشاء مفاعلين نوويين، مع شركة أريفا.
ترشيح السعودية كحليف نموذجى لفرنسا له ما يبرره؛ فالسعودية، التى تعتمد بشكل رئيسى على القوة الجوية كأساس لقدراتها العسكرية، تمتلك أكثر من ربع مليون جندى، و977 طائرة حربية من الجيل الرابع، و368 هيلوكوبتر، بالإضافة إلى قاعدة صواريخ بُنيت وجُهزت بأحدث التقنيات الموجودة فى العالم. وتمتلك أيضًا بنية تحتية للصناعة العسكرية يمكن أن تتطور إلى رافد مهم للتوازن الاستراتيجى فى المنطقة.
ويعتبر مستوى الإنفاق العسكرى السعودى من بين المستويات الأعلى فى العالم، وهذا ينسحب على التدريب. وتتمتع السعودية ببنية تحتية قوية للصيانة والتحديث، وإن كان ذلك لا يلبى كافة احتياجاتها الأمنية، إلا أنه يعطيها هامشًا عاليًا للتحرك والتمدد، بالإضافة إلى قوة ردع إقليمية. وتعتبر فرنسا الشريك الثالث للسعودية بعد بريطانيا وأمريكا فى المجال العسكرى، فيما شهدت العلاقات الاقتصادية تطوراً كبيراً حيث تضاعف التعاون الاقتصادى بينهما إلى 8.7 مليار يورو، فيما تعتبر فرنسا بالنسبة إلى المملكة المورد الرئيسى للنفط، وهى ثالث أكبر الدول المستثمرة فى السعودية.
كما تمتلك السعودية بنية تحتية لمكافحة الإرهاب، وتختلف تجهيزاتها وتقنياتها عن الحاجات الأمنية التقليدية.
وتجربة السعودية المتميزة فى مكافحة الإرهاب، تشكّل نموذجًا يُحتذى. وهذا ما دفع خبراء مكافحة الإرهاب والضباط المختصين فى الكثير من الدول المتقدمة، كفرنسا وإيطاليا وأسبانيا وبريطانيا وألمانيا وغيرها، إلى القدوم إلى الرياض من أجل الوقوف على هذه التجربة الاستثنائية.
كما أنها تمتلك عوامل أخرى تعزز من جاذبيتها للتحالف، كون اقتصادها الأكبر فى المنطقة، وعضويتها فى مجموعة العشرين، ودورها المحورى فى سوق الطاقة. بالإضافة إلى كل ما سبق، فإن كلا البلدين قد مرّ بتجربة «تعايش النفوذ» فى لبنان، ولا تشير المعطيات القائمة حاليًا إلى وجود ما يمنع من تكرار تجربة تعايش النفوذ فى سوريا، والمنطقة. ويدعم ذلك اصطفافهما معاً ضد النفوذ الإيرانى فى لبنان وسوريا خاصة، والعالم العربى عامة.
كما أن فرنسا، ذات التقاليد الديجولية، دولة نموذجية لتتحالف معها السعودية بغرض إحداث توازن استراتيجى فى المنطقة، بشكل خاص، ومع الولايات المتحدة بشكل عام.
ويعود ذلك لكون فرنسا الديجولية تفخر باستقلالها عن أمريكا، من جهة، ومن جهة أخرى تعرف أنها متضررة، كالسعودية، من أى اتفاق محتمل لاقتسام النفوذ بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران.
وغير العملية الإرهابية، انفجر بركان تسريبات جديد، أو فضيحة تجسس جديدة من العيار الثقيل، وظهرت وثائق عن تجسس الاستخبارات الأمريكية على تليفونات مسئولين فرنسيين، بمن فيهم الرئيس فرانسوا هولاند.. بل وعلى رئيسين سبقاه!
وبناء على ذلك أعلن قصر الإليزيه فى بيان صدر بعد اجتماع طارئ عقده صباح الأربعاء 24 يونيو الرئيس الفرنسى فرنسوا هولاند مع أعضاء مجلس الدفاع الفرنسى، أن باريس تعتبر التجسس الأجنبى عليها أمراً مرفوضاً ولن تتسامح مع أية أنشطة تهدد أمنها.
والبيان طبعاً، أعاد إلى الأذهان أن السلطات الأمريكية التزمت فى أواخر عام 2013، بعد تسريبات صحفية سابقة عن التجسس الأمريكى على مؤسسات حكومية فرنسية، بالتخلى عن عمليات التنصت الإلكترونى على حلفائها.
لكن ما مدى خطورة هذا التسريبات؟!
تحت عنوان «التجسس على الإليزيه»، نشر موقع ويكيليكس وثائق مسربة، الثلاثاء 23 يونيو، تفيد أن وكالة الأمن القومى الأمريكى تجسست على جاك شيراك وساركوزى وهولاند.
وأكد موقع ويكيليكس أن الوثائق تثبت مراقبة الوكالة الأمريكية لاتصالات هولاند الذى يشغل منصب الرئاسة الفرنسية منذ عام 2012 وحتى الوقت الراهن إضافة إلى وزراء فى الحكومة الفرنسية والسفير الفرنسى فى الولايات المتحدة. وأشار ويكيليكس إلى أن الوثائق تتضمن أرقام الهواتف المحمولة لعدد من المسئولين فى القصر الرئاسى الفرنسى بما فى ذلك الهاتف المحمول المباشر للرئيس، كما تضمنت الوثائق ملخصات لمحادثات بين مسئولى الحكومة الفرنسية بشأن الأزمة المالية الدولية وأزمة الديون اليونانية والعلاقات بين إدارة هولاند وحكومة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.
وبالطبع فإن التجسس على فرنسا، أعادت إلى الأذهان فضيحة تجسس الولايات المتحدة على حليفتها ألمانيا، والتى تم الكشف عنها سنة 2013 عبر وثائق سربها العميل السابق لوكالة الأمن القومى إدوارد سنودن والتى كشفت قيام المخابرات الأمريكية بنشاط واسع للتنصت الإلكترونى بما فى ذلك على مكالمات المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وعلى مؤسسات الدولة ومقرات الحكومة فى ألمانيا.
المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل كانت علقت آنذاك على تجسس الولايات المتحدة على هاتفها المحمول بالقول: «لا يجوز التصنت على الأصدقاء»، فيما لم تصل التحقيقات الألمانية فى القضية إلى أى شىء حيث أعلنت النيابة العامة الفدرالية منتصف الشهر الجارى طى ملف التحقيق لأن مثل هذه «الاتهامات لا يمكن إثباتها فى إطار القانون الجنائى».
وكشفت وثائق سنودن قبل ذلك قيام وكالة الأمن القومى الأمريكية بتجسس واسع النطاق ولا علاقة له بمحاربة الإرهاب على اتصالات الفرنسيين، واتصالات الرئيس المكسيكى إنريكى بينيا نييتو وسلفه فيليبى كالديرون، وعلى رئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون وقادة البرازيل وتركيا.
السؤال الآن، هل هناك علاقة بين نتائج زيارة ولى ولى العهد السعودى لروسيا، وبين سيل تسريبات ويكيليكس الخاص بالمملكة؟!
وهل هناك علاقة بين زيارته لفرنسا وبين العملية الإرهابية؟! أو بينها وبين ظهور تسريبات فضيحة التجسس؟!
والإجابة ستكون فى الوضوح لو كان المستفيد فى الحالتين واحدا!.