الموجز
الخميس 21 نوفمبر 2024 11:55 مـ 20 جمادى أول 1446 هـ
أهم الأخبار

مروة ساراتش .. قصة ملكة الجمال التركية التى فضحت ”أردوغان”

>> الرئيس العثمانى يواجه انتقادات لاذعة من أشهر فنانات بلاده
>> لميس وفاطمة وفريحة أعلن الحرب عليه بعد مطالبته لهن بالجلوس فى المنزل وإنجاب الأطفال
>> غضب عارم من قبل سيدات الأعمال لعدم مساواته بين الرجل والمرأة فى الأعمال التجارية
أثارت قضية ملكة جمال تركيا السابقة مروة ساراتش التي تتعرض لخطر الحبس لعامين بتهمة إهانتها للرئيس التركى رجب طيب أردوغان الجدل حول ممارسات حكومة الرئيس الإسلامي لتركيا ضد المرأة ،مما دفع سيدات المجتمع في بلاده من كتاب وفنانات وسيدات أعمال إلى مواجهته علنا وإعلان الحرب عليه فى المحافل الدولية.
وكانت النيابة العامة التركية قد أعدت لائحة اتهام ضد ملكة جمال تركيا السابقة مروة ساراتش، تطالب فيها بسجنها لمدة عام أو عامين بتهمة إهانة موظف دولة، في إشارة إلى رئيس الجمهورية التركية رجب طيب أردوغان.
وذكر الموقع الإلكتروني لصحيفة زمان التركية أن النيابة أكدت في لائحة إتهامها أن ساراتش أهانت الرئيس أردوغان عن طريق رسالتها المنشورة على حسابها على موقع التواصل الاجتماعي إنسجترام، وفي حال مصادقة محكمة العقوبات باسطنبول على اللائحة ستمثل ساراتش أمام القضاء.
وفي أول رد فعل لها، نفت ملكة جمال تركيا السابقة إهانة الرئيس أردوغان، عندما كان رئيسا للوزراء، مؤكدة أنها لم تسيئ الأدب بحقه وأن الشعر الذي نشرته لم يتضمن أية إساءات..
وكانت مروة قد تم اعتقالها في يناير الماضي بسبب ذات الإدعاء حيث أنها نشرت قصيدة ساخرة على إنستجرام – زعم البعض وقتها أنها تسخر من أردوغان- . ويرى المحللون أن هذه الواقعة لا تمثل أمرا جديدا في تركيا فخلال السنوات الأخيرة مارست السلطات التركية إجراءات صارمة ضد الحريات الإعلامية وحاكمت مئات الأشخاص الذين شاركوا في احتجاجات مناهضة للحكومة, ولم تتورع حكومة أردوغان من ممارسة العنصرية ضد النساء خاصة اللاتي يشعرن بعدم الحصول على حقوقهن في بلادهن ،فممارسات أردوغان العنيفة ضد المرأة أيدتها تصريحاته أيضا حيث أكد في أحد تصريحاته المثيرة للجدل أن المكان الطبيعي للمرأة هو المنزل ودورها الوحيد هو الأمومة , ما أثار موجة من الانتقادات وجدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي بمجرد عرضها عبر وسائل الإعلام.
وعبر موقعها على تويتر غردت الكاتبة التركية "إلي سافاك" قائلة: الأمومة ليست مهنة وأنه على النساء التركيات أن يخترن طريقهن في الحياة بأنفسهن، لا أن يمليه عليهن رجال السياسة. واقترحت المعارضة إيلين مازلياكا أن يتوقف أردوغان عن الكلام ،وأكدت أن لديه دوافع خفية وراء هذه التصريحات، الهدف منها تحويل النساء إلى مواطنات من الدرجة الثانية
وكان أردوغان قد أشار في العديد من المناسبات إلى أنه لا مساواة بين الرجل والمرأة وأنه لا يمكن معاملة الرجل والمرأة بالطريقة نفسها لأن ذلك ضد الطبيعة البشرية, كما دعا الرئيس التركي بشدة المرأة إلى أن تنجب على الأقل 3 أطفال، وشبه وسائل منع الحمل بـ "الخيانة" مما دفع "نزلياكا"، النائبة عن حزب الشعب الجمهوري المعارض إلى القول بأن أردوغان حرض علنا على الكراهية ،وأنها ستستمر في محاربة هذا الرجل الذي لا يميز بين الإرهابيين والمدافعين عن حقوق المرأة.
تحيز أردوغان ضد المرأة خاصة وقمعه للحريات بشكل عام دفع العديد من الشخصيات النسائية البارزة في تركيا إلى اتخاذ مواقف معادية من نظامه وكان من بين هؤلاء الممثلة التركية "توبا" المعروفة لدى الجمهور العربي باسم" لميس" ،كما شاركت الممثلة التركية بيرين سات الشهيرة بفاطمة فى الوطن العربى المظاهرات ضد الرئيس التركى اعتراضا على مشروع تجارى يريد إنشاؤه كما أنها أعلنت انضمامها لكل من يطالب باسقاط أردوغان.
و شاركت أيضا الفنانة هازال كايا الشهيرة بفريحة في الوطن العربي فى مسيرة "الثورة ضد أردوغان" خلال تظاهرات تقسيم الشهيرة , كما شاركت سونجول أودان الشهيرة بنور في الوطن العربي عبر حسابها على موقع التواصل الاجتماعي تويتر حيث علقت على الثورة التركية ضد أردوغان قائلة: إن ما حدث بـ "تقسيم" عار لا يزال الغاز المسيل للدموع في حلقي.
وكانت صحيفة ديلي بيست البريطانية قد أكدت في تقرير لها أن سيدات الأعمال فى تركيا يحاربن القيود التي يفرضها الرئيس أردوغان, وأن تركيا التي شهدت ازدهارا اقتصاديا منذ أكثر من 10 سنوات وهى الآن سادس أكثر الوجهات السياحية زيارة في العالم تخفي وراء ناطحات السحاب البراقة والنوادى الليلية أسئلة ملحة بشأن انتهاكات حقوق الإنسان، ولاسيما عدم المساواة فى التعامل مع النساء.
وأكدت الصحيفة أن التدهور الثابت فى حقوق المرأة مستمر مع وفاة أربع سيدات نتيجة للعنف الأسرى، وقد ظل عدد الوفيات الناجمة عن تلك الحوادث مرتفعا على مدار السنين برغم الصعود الاقتصادي للبلاد.
وتطرقت الصحيفة إلى تقرير للأمم المتحدة فى عام 2011 انتقد تركيا بسبب معدلات العنف الأسرى فيها حيث تعادل ضعفين تلك الموجودة فى الولايات المتحدة، و 10 أضعاف نظيرتها فى بعض الدول الأوروبية. . وفيما يتعلق بتمكين المرأة، تقترب تركيا من القاع حيث جاءت فى المركز 125 فى تقرير المنتدى الاقتصادى العالمى لعام 2014 فيما يتعلق بتمكين النساء، متراجعة خمس مراكز عن العام الذى سبقه. وبرغم انتقادات الحكومات الأوروبية لانتهاكات حقوق الإنسان فى تركيا، فأن حكومة أردوغان لن تتحرك على ما يبدو لحماية حقوق المرأة. وكانت أحد الجامعات التي أسستها سيدة أعمال تركية قد أصدرت دراسة حول تأثير العنف الأسرى على سوق العمل، ويعيد التقرير صياغة العنف الأسرى ليس فقط كمشكلة اجتماعية ولكن أيضا اقتصادية.
وتعد هذه الدراسة الأولى من نوعها وتثير احتمال أن يكون هناك حل خاص لتلك المشكلة العامة والسيدة المسئولة عن هذا الدراسة أوالتقرير هى جولر سابانسى، رئيس مجلس إدارة مجموعة سابانسى القابضة، أكبر المجموعات الاقتصادية والمالية فى تركيا، والتى نصبت اهتمامها على معالجة مشاكل المرأة، كما أنها تترأس مؤسسة سابانسى التى تدير برامج لتمكين لنساء فى المناطق القروية.
وأكدت ديلى بيست أن سيدات الأعمال يقدمن الأمل لحل خاص عندما يفشل الحل العام.. وفى منطقة موصومة بعنف المتشددين الإسلاميين ضد النساء وبالحكام المستبدين الذين فشلوا فى السماح بقدر من الحرية مما أثار حربا أهلية وأزمة لاجئين، فإن سيدات الأعمال التركيات أثبتن أن بلدهن يمكن أن تكون أفضل.